الأنبياء والملوك

36/70

الفصل الحادي والثلاثون —رجاء للأمم

قدّم إشعياء مدى سني خدمته شهادة واضحة صريحة عن قصة الله نحو الأمم. وقد ذكر الأنبياء الآخرون تدبير الله إلا أن لغتهم لم تكن مفهومة دائماً. ولكن إشعياء هو الذي أعطي له أن يوضّح لشعب يهوذا هذه الحقيقة وهي أن كثيرين من شعب الله ممن لم يتناسلوا من إبراهيم حسب الجسد سيكونون بيت إسرائيل الروحي. لم يكن هذا التعليم متفقاً مع اللاهوت الذي كان سائداً في عصره، إلا أنه أذاع الرسالة المعطاة له من الله فجلبت الرجاء لكثير من القلوب التي كانت تتلهّف لنيل البركات الروحية الموعودة لنسل إبراهيم. AM 296.1

يوجّه رسول الأمم الانتباه إلى هذه الصفة المميزة في تعليم إشعياء، في رسالته إلى المؤمنين في رومية، فيعلن بولس الرسول قائلاً: ”ثم إشعياء يتجاسر ويقول وجدت من الذين لم يطلبوني وصرت ظاهراً للذين لم يسألوا عني“ (10 : 20). AM 296.2

كثيراً ما كان يبدو أن شعب الله لا يستطيع بل لم يكن يرغب أن يفهم قصد الله نحو الأمم ومع ذلك فإن هذا القصد ذاته هو الذي جعلهم شعباً منفصلاً معتزلاً. وهو الذي أقامهم كأمة مستقلة بين أمم الأرض. فإن أباهم إبراهيم الذي قُدّم إليه أولاً عهد الموعد دُعي ليخرج من عشيرته إلى الأقاليم البعيدة ليكون حامل مشعل النور للأمم. ومع أن الوعد المقدّم إليه اشتمل على نسل كثير كرمل البحر، وكان مزعماُ أن يؤسس أمة عظيمة في أرض كنعان، إلا أن هذا كان لأغراض خالية من الأثرة. وشمل وعد الله كل أمم الأرض. فقد أعلن الرب قائلاً: ”فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظّم اسمك. وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض“ (تكوين 12 : 2، 3). AM 296.3

وعند تجديد العهد قبل ولادة إسحق بقليل، توضح قصد الله للبشرية مرة أخرى. وهذا هو التأكيد الذي قدّمه الله بخصوص ابن الموعد إذ قال: ”يتبارك به جميع قبائل الأرض“ (تكوين 18 : 18). وبعد ذلك أعلن الزائر السماوي مرة أخرى قائلاً: ”ويتبارك في نسلك جميع قبائل الأرض“ (تكوين 22 : 18). AM 297.1

كانت الشروك الشاملة بهذا العهد مألوفة لدى نسل إبراهيم. فلكي يكون شعب الله بركة للأمم ولكي يُعرف اسم الله ”في كل الأرض“ (خروج 9 : 16) فقد تم إنقاذهم من عبودية مصر. فلو أطاعوا أوامره كانوا سيصيرون في مقدمة الشعوب في الحكمة والفهم، إلا أن هذا السمو وهذا التفوق كانوا سيبلغونه ويحتفظون به لغرض واحد وهو إتمام قصد الله نحو ”كل أمم الأرض“ عن طريقهم. AM 297.2

إن أعمال عناية الله العجيبة المرتبطة بنجاة شعبه من عبودية مصر، وبامتلاكهم لأرض الموعد قادت أمماً كثيرة. للاعتراف بالله بوصفه الملك الأعلى. فقد ورد هذا الوعد يقول: ”فيعرف المصريون أني أنا الرب حينما أمد يدي على مصر واخرج شعبي من بينهم“ (خروج 7 : 5). وحتى فرعون المتكبر نفسه أجبر على الاعتراف بقدرة الرب .. فقد ألح على موسى وهارون قائلاً: ”واذهبوا اعبدوا الرب .. وباركوني أيضاُ“ (خروج 12 : 31، 32). AM 297.3

وقد وجدت جموع الشعب المتقدمة أن معرفة الأعمال والعجائب العظيمة التي أجراها الله قد سبقتهم وأن بعض أفراد تلك الأمم المحيطة بهم بدأوا يعلمون أنه هو الإله الحقيقي وحده. ففي أريحا الشريرة شهدت امرأة أممية وثنية تقول: ”الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت“ (يشوع 2 : 11). وإن معرفة الرب التي وصلتها برهنت على خلاصها. فالكاتب يقول: ”بالإيمان راحاب .. لم تهلك مع العصاة“ (عبرانيين 11 : 31). ولك يكن اهتداؤها هو الحالة الفريدة لرحمة الله نحو الوثنيين الذين اعترفوا بسلطانهم الإلهي. ففي وسط الأرض نبذ شعب غفير — الجبعونيون — وثنيّتهم وانضمّوا إلى شعب الله وقاسموهم بركات العهد. AM 298.1

لا يعترف الله بأي امتياز من ناحية القومية أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية. فهو خالق الجنس البشري بأكمله وجميع الناس هم أسرة واحدة بالخلق، والجميع يكونون واحداُ بالفداء. لقد جاء المسيح ليقوّض كل سياج وليفتح كل قسم من أروقة الهيكل على سعته كي تتمكن كل نفس من المثول أمام الله بحرية. إن محبته رحبة جداً وعميقة جداً وكاملة بحيث تنفذ إلى كل مكان. فهي ترفع الذين أسرتهم خدع الشيطان، وتجعلهم في متناول عرش الله المحاط بقوس قزح الوعد. وفي المسيح لا يوجد يهودي ولا يوناني. لا عبد ولا حر. AM 298.2

ولكن في السنوات التي تلت احتلال الشعب لأرض الموعد غابت مقاصد الرب الخيّرة لخلاص الأمم، عن الأنظار إلى حد بعيد، فصار لزاماً على الله أن يكرر تدبيره من جديد. وقد أوحى إلى المرنم بأن يتغنى قائلاً: ”تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض وتسجد قدّامك كل قبائل الأمم“ ”يأتي شرفاء من مصر. كوش تسرع بيديها إلى الله“. ”وتخشى الأمم اسم الرب وكل ملوك الأرض مجدك“. ”يكتب هذا للدور الآخر وشعب سوف يُخلق يسبح الرب، لأنه أشرف من علو قدسه الرب من السماء نظر ليسمع أنين الأسير ليُطلق بني الموت. لكي يحدث في صهيون باسم الرب وبتسبيحه في أورشليم عند اجتماع الشعوب معاً والممالك لعبادة الرب“ (مزمور 22 : 27 ؛ 68 : 31 ؛ 102 : 15، 18 — 20). AM 298.3

فلو كان شعب الله أميناً على وديعته المسلّمة له لاشتركت كل قبائل الأرض في بركاته. ولكن قلوب الذين سُلّمت إليهم معرفة الحق الخلاصي لم تتأثر باحتياجات من كانوا حولهم. فإذ غاب قصد الله عن الأنظار. تطلّعوا إلى الأمم بوصفهم بعيدين عن حظيرة رحمته. لقد حُجب نور الحق، فساد الظلام. وغطّى الأمم حجاب الجهل، فلم يعفوا عن محبة الله إلا النزر اليسير وتفشّت الخرافات. AM 299.1

كان هذا هو المشهد الذي وقعت عليه عينا إشعياء عندما دُعي لخدمة النبوة، ومع ذلك لم يخف ولم يفشل لأن أغنية النصرة التي كان يتغنى لها الملائكة المحيطون بالعرش كانت ترن في أذنيه قائلة: ”مجده ملء كل الأرض“ (إشعياء 6 : 3). وقد تشدّد إيمانه برؤى الانتصارات المجيدة التي كانت ستحرزها كنيسة الله عندما ”الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطّي المياه البحر“ (إشعياء 11 : 9). و ”النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الأمم“ (إشعياء 25 : 7) كان سيتلاشى أخيراً. وكان روح الله مزمعاً أن ينسكب على كل البشر. والذين يجوعون ويعطشون إلى البر كانوا سيحسبون ضمن شعب الله (إسرائيل الروحي). ”فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه“. هذا ما قاله النبي، كما قال أيضاُ: ”هذا يقول أنا للرب وهكذا يُكنّي باسم يعقوب وهذا يكتب بيده للرب وباسم (شعب الله) يلقب“ (إشعياء 44 : 4، 5). AM 299.2

وقد أعلن للنبي قصد الله الخيّر من تشتيت شعب يهوذا القساة القلوب وعير التائبين بين أمم الأرض. وأعلن الرب قائلاً: ”لذلك يعرف شعبي اسمي، لذلك في ذلك اليوم يعرفون إني أنا هو المتكلّم. هأنذا“ (إشعياء 52 : 6). ولم يكونوا ليتعلّموا هم أنفسهم درس الطاعة والثقة وحسب، بل كان عليهم وهم في أرض سبيهم أن ينشروا بين الناس معرفة الإله الحي. وكثيرون من بني الغرباء كانوا سيتعلّمون أن يحبوه بوصفه خالقهم وفاديهم، وكان عليهم أن يبدأوا بحفظ سبته المقدّس تذكاراً لقدرته الخالقة، وعندما ”يشمر الرب عن ذراع قدسه أمام عيون كل الأمم“ لينقذ شعبه من السبي ترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا“ (إشعياء 52 : 10). وكثيرون من هؤلاء المهتدين من الوثنية سيتوقون للاتحاد مع شعب الله اتّحاداً تاماً ويصحبوهم في عودتهم إلى اليهودية. ولن يقول أي واحد من هؤلاء: ”إفرازاً أفرزني الرب من شعبه“ (إشعياء 56 : 3). فكانت كلمة الرب عن طريق نبيّه الموجهّة للذين عليهم إخضاع ذواتهم له وحفظ شريعته، هي أنّهم من ذلك الحين فصاعداً سيعدّون من ضمن إسرائيل الروحي — كنيسته التي على الأرض. AM 300.1

”وأبناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيداً كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدي آتي بهم إلى جبل قدسي وأفرّحهم في بيت صلاتي. وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لأن بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب يقول السيد الرب جامع منفيي (شعبه)، اجمع بعد إليه مجموعيه“ (إشعياء 56 : 7 — 8). AM 300.2

وقد سمح للنبي أن ينظر عبر الأجيال إلى وقت مجيء المسيّا الموعود به. ففي بادئ الأمر رأى فقط: ”شدة وظلمة قتام الضيق“ (إشعياء 8 : 22). إن كثيرين ممن ظلوا مشتاقين طويلاً إلى نور الحق أضلّهم المعلمون الكذبة في متاهات الفلسفة ومخاطبة الأرواح، وآخرون وضعوا ثقتهم في التقوى ولكنّهم لم يمارسوا القداسة الحقة في حياتهم العملية. لقد بدا المستقبل بلا رجاء، ولكن سرعان ما تغير المشهد وانكشفت لعيني النبي رؤيا عجيبة. فقد رأى (يسوع) — شمس البر يشرق والشفاء في أجنحته، وإذ كان مستغرقاً في ذهوله هتف قائلاً: ”ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماَ. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور“ (إشعياء 9 : 1، 2). AM 300.3

إن يسوع — نور العالم المجيد هذا، كان مزمعاً أن يأتي بالخلاص لكل أمة وقبيلة ولسان شعب. أما عن العمل الذي كان أمامه فقد سمع النبي، الآب الأبدي يصرح قائلاً: ”قليل أن تكون لي عبداً الإقامة أسباط يعقوب ورد محفوظي إسرائيل. فقد جعلتك نوراً للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض“. ”في وقت القبول استجبتك وفي يوم الخلاص أعنتك. فأحفظك وأجعلك عهداً للشعب لإقامة الأرض لتمليك أملاك البراري قائلاً للأسرى اخرجوا. للذين في الظلام اظهروا“. ”هؤلاء من بعيد يأتون وهؤلاء من الشمال ومن الغرب وهؤلاء من أرض سينيم“ (إشعياء 49 : 6، 8، 9، 12). AM 301.1

وإذ تطلّع النبي إلى أبعد من ذلك عبر الأجيال المقبلة رأى الإتمام الحرفي لهذه المواعيد المجيدة. فقد رأى حاملي بشرى الخلاص وهم يذهبون إلى أقاصي الأرض إلى كل قبيلة وشعب. وقد سمع الرب يتكلّم عن الكنيسة في عهد الإنجيل قائلاً: ”هأنذا أدير عليها سلاماً كنهر ومجد الأمم كسيل جارف“ (إشعياء 66 : 12)، وسمع هذا الأمر: ”أوسعي مكان خيمتك، ولتبسط شقق مساكنك. لا تمسكي. أطيلي أطنابك وشددي أوتادك لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أمماً“ (إشعياء 54 : 2، 3). AM 301.2

وقد أعلن الرب للنبي بأنه سيرسل شهوده: ”إلى الأمم، إلى ترشيس وفول لود .. إلى توبال وياوان، إلى الجزائر البعيدة“ (إشعياء 66 : 19). AM 302.1

”ما أجمل على الجبال قدمي المبشّر المُخبر بالسلام المبشّر بالخير المُخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك إلهك“ (إشعياء 52 : 7). AM 302.2

وقد سمع النبي صوت الله يدعو كنيسته للعمل المعيّن لها لإعداد الطريق لمجيء ملكوته الأبدي. وقد كانت الرسالة واضحة وضوحاُ تاماً. وهي تقول: ”قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك لأنه هوذا الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم، أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى، فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك. AM 302.3

”ارفعي عينيك حواليك وانظري، قد اجتمعوا كلّهم جاءوا إليك .. يأتي بنوك من بعيد وتحمل بناتك على الأيدي .. وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك. وتنفتح أبوابك دائماً نهاراً وليلاً لا تغلق ليؤتي إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم“. AM 302.4

”إلتفوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر“ (إشعياء 60 : 1 — 4، 10، 11 ؛ 45 : 22). AM 302.5

هذه النبوات التي تنبئ عن انتعاش روحي عظيم في وقت تسود فيه الظلمة الداجية، تتم في أيامنا هذه في تقدّم فروع المراكز المرسلية التي تصل إلى الأقاليم البعيدة المكتنفة بالظلام. وقد شبّه النبي المرسلين في الأراضي الوثنية بأعلام مرفوعة لإرشاد الباحثين عن نور الحق. AM 302.6

يقول إشعياء: ”ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسّى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محلّه مجداُ. ويكون ذلك اليوم أن السيّد يعيد يده ثانية ليقتني بقيّة شعبه .. ويرفع راية الأمم ويجمع منفيي شعبه ويضمّ مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض“ (إشعياء 11 : 10 — 12). إن يوم النجاة قريب: ”لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوك“ (2 أخبار الأيام 16 : 9). فبين كل الأمم والقبائل والألسنة يرى الرجال والنساء الذين يصلّون في طلب النور والمعرفة. إن نفوسهم لم تشبع، فلقد اقتاتت طويلاً على الرماد (انظر إشعياء 44 : 20). لقد ألقى بهم عدو كل بر جانباَ وهم يلتمسون طريقهم كالعميان. ولكنهم أمناء القلوب وهم يتوقون إلى طريق أفضل. ومع أنهم يتخبطون في أغوار الوثنية ولا يعرفون شيئاً عن الشريعة الإلهية المكتوبة وعن ابن الله يسوع المسيح، فقد أظهروا بطرق كثيرة فاعلية قوة الله في أذهانهم وصفاتهم. AM 303.1

ويكون في بعض الأحيان أولئك الذين ليست لديهم معرفة الله، فيما عدا ما قد حصلوا عليه بتأثير عمل النعمة الإلهية، مشفقين على خدّامه وهم يحافظون عليهم مخاطرين في ذلك بحياتهم. إن الروح القدس يغرس نعمة المسيح في قلوب كثيرين من طالبي الحق الشرفاء، فيأتي النشاط في عواطفهم ومشاعرهم على عكس طبيعتهم وعلى عكس تهذيبهم السابق، ”إن النور الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم“ (يوحنا 1 : 9). يشرق في نفوسهم. فلو اهتموا بهذا النور وحرصوا عليه فسيقود أقدامهم إلى ملكوت الله. لقد قال ميخا النبي: ”إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي .. سيخرجني إلى النور سأنظره بره“ (ميخا 7 : 8، 9). AM 303.2

إن تدبير السماء للخلاص رحب بحيث يحتضن كل العالم. والله يتوق لأن ينفخ في البشرية الساقطة نسمة الحياة. ولن يسمح بخذلان أية نفس مخلصة في شوقها إلى ما هو أسمى وأشرف من كل ما يقدّمه العالم، فهو على الدوام يبعث بملائكته إلى الذين بالرغم من أنهم محاطون بظروف مفشّلة جداُ فهم يصلون بإيمان في طلب قوة أسمى منهم لتمتلكهم وتأتيهم بالنجاة والسلام. والله يعلن نفسه لهم بطرق مختلفة ويجعلهم على اتّصال بظروف معينة تثبت ثقتهم في ذلك الذي قدّم نفسه فدية عن الجميع ”فيجعلون على الله اعتمادهم ولا ينسون أعمال الله بل يحفظون وصاياه“ (مزمور 78 : 7). AM 304.1

هل تسلب من الجبار غنيمة وهل يفلت سبي المنصور؟“ ”هكذا قال الرب حتى سبي الجبار يسلب وغنيمة العاتي تُفلت“ (إشعياء 49 : 24، 25) ”يُخزى خزياً المتكلمون على المنحوتات القائلون للمسبوكات أنهن آلهتنا“ (إشعياء 42 : 17). AM 304.2

”طوبى لمن إله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه“ (مزمور 146 : 5). ”ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء“ (زكريا 9 : 12). فلكل أمناء القلوب في البلدان الوثنية ”المستقيمين“ في نظر السماء ”وأسيّر العمي في طريق لم يعرفوها، في مسالك لم يدروها أمشيهم. أجعل الظلمة أمامهم نوراً، والمعوجات مستقيمة. هذه الأمور أفعلها ولا أتركهم“ (إشعياء 42 : 16). AM 304.3