ينصح للكنيسة
أمور تسبق حلول الروح
لاحظوا أن انسكاب الروح القدس انما تم بعد أن أصبح التلاميذ في وحدة تامة دون أن يجتهدوا للحصول على المقام الأول. كانوا بنفس واحدة, طارحين كل خلافاتهم جانبا. فالشهادة التي شد لهم بها بعد انسكاب الروح القدس ظلت هي نفسها. لاحظوا الكلمة : ” وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة “ ( أعمال 4 : 32 ). إن روح من مات ليحيا الخطاة انعشت جمهور المؤمنين جميعهم. CCA 104.1
لم يطلب التلاميذ بركة لأنفسهم, إذ كانوا مثقلين بحمل المسؤولية تجاه النفوس. لقد وجب أن تنقل البشارة إلى جميع أطراف الأرض, فطالبوا بتزويدهم بالقوة التي وعد بها المسيح. عندئذ انسكب الروح القدس وتجدد ألوف في يوم واحد. CCA 104.2
وهذا ما يمكن حدوثه الآن. ليطرح المسيحيون عنهم كل خلاف وليسلموا أنفسهم لله لأجل خلاص الضالين. وبإسمان ليطلبوا البركة الموعود بها, فتكون لهم. كان انسكاب الروح القدس في عهد الرسل هو ” المطر المبكر “, وكانت نتيجة انسكابه مجيدة. أما المطر المتأخر فسيكون أوفر. بم وعد الذين يعيشون في هذه الأيام الأخيرة ؟ ” ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء. اليوم أيضا أصرح أني أرد عليك ضعفين ”. “ اطلبوا من الرب المطر في أوان المطر المتأخر فيصنع الرب بروقا ويعطيهم مطر الوبل. لكل إنسان عشبا في الحقل“ زكريا ( 9 : 12 , 10 : 1 ). CCA 104.3
لا يطلب منا الله أن نقوم بالعمل الماثل أمامنا بقوتنا الذاتية. إذ قد أعد معونة إلهية لمواجهة جميع الطواريء التي تكون فيها إمكانياتنا البشرية غير متكافئة معها. ففي كل ضيقة يقدم تعالى الروح القدس ليساعدنا ويقوي رجاءنا وثقتنا ويغير عقولنا ويطهر قلوبنا. CCA 105.1
لقد أعد المسيح لكنيسته أن تكون جسدا متجددا, مستنيرة بنور السماء ومالكة مجد عمانوئيل. وقصده أن يحاط كل مسيحي بجو روحي من النور والسلام. ولا حد لمفع من يضع نفسه جانبا ويفسح مجالا لعمل الروح القدس في قلبه, ويحيا حياة تكريس تام لله. CCA 105.2