ينصح للكنيسة
الأغنياء المتروكون
لو يعمل المسيحيون معا متقدمين كوحدة لا تتجزأ تحت إرشاد قوة واحدة في سبيل إتمام هدف واحد فإنهم يزعزعون العالم. CCA 89.3
إن الدعوة التي يجب أن ينادي بها في ” الطرق “ يجب أن تبلغ إلى المعلمين وقادة الشعب الذين يتمتعون بمراكز حساسة في إدراة شؤون العالم. إن الذين تقع على عاتقهم مسؤوليات جسيمة في الحياة العامة كالأطباء والمعلمين والمحامين والقضاة والموظفين ورجال الأعمال يجب أن يبلغوا جميعهم رسالة واضحة جلية. ” ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه “ ( مرقس 8 : 36 و 37 ). CCA 90.1
كثيرا ما نتحدث ونكتب عن الفقراء المهملين, ولكن ألا يجدر بنا أن نولي الأغنياء المهملين بعض الإهتمام أيضا ؟ ينظر كثيرون إلى هذه الطبقة من الناس على أن لا رجاء فيهم ولا يبذلون إلا جهدا يسيرا في سبيل إنارة عيون الذين أعمتهم قوة الشيطان وخدرتهم فأسقطوا الأبدية من حسابهم. لقد انحدر ألوف من الأغنياء إلى قبورهم دون أن يبلغوا الإنذار, لأنه حكم عليهم بسبب مظهرهم وتركوا على اعتبار أن لا رجاء فيهم. ولكن ولو بدوا كأنهم غير مبالين إلا أن معظمهم, كما قد أظهر لي, يشعرون بعبء ثقيل في نفوسهم. إن الوفا من الأغنياء يتجوعون للطعام الروحي. وكثيرون من الموظفين الرسميين يشعرون بحاجاتهم إلى شيء ما ليس في حوزتهم. قليلون منهم يذهبون إلى الكنيسية لأنهم يشعرون أنهم لا يحصلون على أية فائدة منها. ولأن ما يسمعونه لا يمس نفوسهم. أفلا يجدر بنا أن نقوم بمجهود شخصي من أجلهم ؟ CCA 90.2
سيسأل البعض : ألا يمكننا الوصول إليهم بواسطة المطبوعات ؟ إن كثيرين لا يمكن الوصول إليهم بهذه الطريقة. إنهم بحاجة إلى مجهود شخصي. هل سيهلكون دون أن يصل إليهم إنذار خاص ؟ لم يكن الأمر كذلك في الأيام القديمة, لقد أرسل خدام الله إلى الذين كانوا في مراكز رفيعة ليخبروهم أنهم لا يستطيعون الحصول على الراحة والسلام إلا بالرب يسوع المسيح. CCA 90.3
لقد جاء ملك السماء إلى عالمنا هذا ليخلص البشرية الساقطة الضالة. فلم يكرس جهوده في سبيل المنبوذين فحسب بل في سبيل الذين يحتلون مراكز الشرف الرفيعة أيضا. لقد عمل بحذق حتى يصل إلى أشخاص الطبقات العالية الذين لم يعرفوا الله ولم يحفظوا وصاياه. CCA 91.1
لقد استمر هذا العمل نفسه بعد صعود المسيح. وبينما اقرأ عن الإهتمام الذي اظهره الرب في كرنيليوس يرق قلبي كثيرا. كان كرنيليوس ذا مركز رفيع وقائدا في الجيش الروماني إلا أنه كان حريصا على السير الدقيق بحسب النور الذي وصل إليه. لقد أرسل له الرب رسالة خاصة من السماء, وبواسطة رسالة أخرى أمر بطرس أن يزوره لينيره. أن تفكيرنا بعطف الله ومحبته الرقيقة لهؤلاء الذين يطلبون النور ويصلون من أجله يجب أن يكون مصدر تشجيع عظيم لنا في أعمالنا. CCA 91.2
يوجد كثيرون ممن أظهر لي أنهم يشبهون كرنيليوس, رجال يريد الله أن يضمهم إلى كنيسته. إنهم يعطفون على شعب الله الحافظي وصاياه ولكنهم مرتبطون بالعالم برباط قوي. إنهم لا يملكون الشجاعة الأدبية ليتخذوا القرار النهائي بالوقوف مع المتواضعين. علينا أن نبذل مجهودات خصوصية من أجل هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى إهتمام خصوصي بسبب مسؤولياتهم وتجاربهم. CCA 91.3
إنني أعرف من النور الذي اعطي لي أن كلمة ” هكذا قال الرب “ هي التي يجب أن ينطق بها أمام أصحاب التأثير والنفوذ في العالم. إنهم وكلاء ائتمنهم الله على أمور مهمة, فإذا هم قبلوا دعوته استخدمهم في عمله. CCA 92.1
هنالك بعض الذين يملكون مؤهلات خاصة للإتصال بالطبقات العليا. يجب أن يطلبوا إلى الرب يوميا ويدرسوا إمكانيات الإتصال بهؤلاء الأشخاص, ليس لمجرد التعارف العرضي بل ليتمسكوا بهم بواسطة المجهود الشخصي والإيمان الحي, مظهرين محبة عميقة لنفوسهم, ومبدين لهم اهتماما حقيقيا بأن عليهم أن يعرفوا الحق كما هو في كلمة الله. CCA 92.2
سلسلة روح النبوة — الربع الأول , 1961 — الدرس الخامس مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 92.3