ينصح للكنيسة
أمننا في حبنا للكلمة ومعرفتنا إياها
إلى قلوب الكثيرين ممن قبلوا الحق منذ زمن بعيد, قد دخلت روح تحكمية قاسية, قهم صارمون ومنتقدون وعيابون. لقد نصبوا أنفسهم قضاة ليدينوا الذين ينسجمون مع آرائهم. ان الله يدعوهم أن ينزلوا عن كرسي القضاء وينحنوا أمامه تائبين ومعترفين بخطاياهم, فهو يقول لكم منهم : ” عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى. فاذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وازحزح منارتك من مكانها ان لم تتب “ ( رؤيا 2 : 45 ). انهم ساعون إلى المكانة الأولى وبأقوالهم وتصرفاتهم يجلبون الحزن على قلوب كثيرة. CCA 648.2
يدعوا المسيح شعبه إلى الإيمان بكلمته والعمل بها. والذين يقبلوان هذه الكلمة ويستوعبونها, جاعلين إياها جزءا من كل تصرف وصفة وخلق, سيتقوون بقوة الله, وسيرى أن ايمانهم سماوي المصدر. لا يتوهون في مسالك غريبة, ولا تتجه عقولهم إلى ديانة مرتكزة على العاطفية والتهيج, بل أمام الملائكة وأمام الناس يقفون كمن لهم صفات مسيحية متماسكة. CCA 649.1
لنا في مجمرة الحق الذهبية, كما هو مدرج في تعاليم المسيح, ما يبكت النفوس ويجددها. قدموا, في بساطة المسيح, تعاليم الحق التي جاء إلى هذا العالم ليعلنها, وإذ ذاك فإن تأثير رسالتكم سيفرض نفسه. لا تقدموا نظريات وامتحانات لم يذكرها المسيح البتة ولا أساس لها في الكتاب المقدس. لدينا مباديء حق جليلة مهيبة لنقدمها. ان الكلمة ” مكتوب “ هي المحك الذي يجب أن نستعمله لإقناع كل نفس. CCA 649.2
فلنتوجه إلى كلمة الله نسترشدها, ولنطلب ” هكذا قال الرب “. لقد كان لنا الكفاية من الأساليب البشرية. ان عقلا تدرب في العلوم الدنيوية فقط لهو عاجز عن فهم أمور الله, غير ان هذا العقل نفسه يستطيع, إذا ما تجدد وتقدس, أن يرى القوة الإلهية في الكلمة. فليس غير العقل والقلب المطهرين بتقديس الروح ما يقدر أن يفهم السماويات. CCA 649.3