ينصح للكنيسة
الشهادات
الشهادات
فيما النهاية تقترب, وعمل الماداة برسالة الإنذار الأخير يزداد امتداد يصبح من المهم جدا للذين يقبلون الحق الخاص بالزمن الحاضر أن يفهموا جيدا طبيعة وتأثير الشهادات التي عمل الله بعنايته على قرنها بعمل رسالة الملاك الثالث منذ بدايته. CCA 610.1
قديما كلم الله الناس بفم أنبيائه ورسله, ويكلمهم في هذه الأيام بشهادة روحه. لم يكن ثمة وقت علم الله فيه شعبه بحرارة تفوق ما يعلمهم به منها الأن بخصوص إرادته والطريق التي يريدهم أن يسلكوها. CCA 610.2
إن الإنذارات والتوبيخات توجه إلى المنحرفين بين الإدڤنتست السبتيين لا لأن حياتهم تستحق الملامة أكثر من حياة المدعوين مسيحيين في الكنائس الإسمية ... بل لأن عندهم نورا عظيما, ولأنهم بإقرارهم بالإيمان اتخذوا مكانهم كشعب الله المختار الخاص, وناموس الله مكتوب في قلوبهم. CCA 610.3
إن الرسائل المعطاة لي بخصوص مختلف الأفراد كنت أحيانا كثيرة وفي حالات متعددة اكتبها لهم تلبية لطلبهم الملح. وإذ اتسع نطاق عملي أصبح هذا الأمر جزءا من أعمالي هاما ومبهظا. CCA 610.4
منذ عشرين سنة خلت ( 1871 ) وفي إحدى الرؤى المعطاة لي ارشدت إلى أن اوضح مباديء عامة في الكلام والكتابة, وأبين في الوقت نفسه, مفصلة, ما يتعرض له بعض الأفراد من أخطار وما يرتكبونه من أخطاء وخطايا, حتى يمكن للجميع أن يتلقوا الإنذار والتوبيخ والنصح. رأيت أنه ينبغي للجميع أن يفحصوا قلوبهم وحياتهم بتدقيق ليروا ان كانوا لم يقعوا في الأخطاء نفسها التي أصلحت في الأخرين, وان كانت الإنذارات الموجهة إلى الآخرين لا تنطبق عليهم هم, حتى إذا كان الأمر كذاك, توجب عليهم أن يشعروا بأن النصائح والتوبيخات موجهة إليهم بنوع خاص, ويطبقوها عمليا كما لو كانت موجهة إليهم بالذات. CCA 611.1
يريد الله أن يمتحن إيمان جميع الذين يدعون أنهم أتباع المسيح. سيمتحن الإخلاص في صلوات جميع الذين يذعمون أنهم يرغبون مخلصين في معرفة واجبهم, فهو سيوضح الواجب بجلاء, ويعطي الكل الفرصة الكافية ليظهروا ما في قلوبهم. CCA 611.2
إن الرب يوبخ ويصلح الشعب الذي يدعي حفظ ناموسه. يبين خطاياهم ويكشف اثمهم لأنه يريد أن ينزع منهم كل خطية وكل شر حتى يكملوا القداسة في خوفه. ان الله ينتهرهم ويوبخهم ويصلحهم حتى يمحصهم ويقدسهم ويعليهم وأخيرا يرفعهم إلى عرشه. CCA 611.3
ليست الغاية من الشهادات المكتوبة أن تأتي بنور جديد, بل لتطبيع على القلب بجلاء تعاليم الوحي التي سبق ظهورها. ان واجب الإنسان نحو الله ونحو أخيه الأنسان قد فصل بوضوح في كلمة الله, ومع ذلك فإن قليلين منكم يسلكون في النور المعطى. ان تعليما اضافيا لم يعط, غير أن الله قد بسط تعاليم الحق العظيمة المعطاة سابقا, وبطريقته المختارة جعلها أمام الشعب ليوقظ بها العقل ويجعله يتأثر بها حتى لا يبقى أحد بلا عذر. وليست غاية الشهادات أن تقلل من شأن كلمة الله, بل لتمجدها وتجذب إليها العقول حتى يكون لبساطة الحق الجميلة تأثير في الجميع. CCA 611.4
إن الروح القدس لم يوهب — بل لا يمكن أبدا أن يوهب — ليحل محل الكتاب المقدس. لأن الأسفار المقدسة تقول بوضوح أن كلمة الله هي القياس الذي يجب أن يمتحن كل تعليم واختبار ... يقول اشعياء : ” إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر “ ( اشعياء 8 : 20 ). CCA 612.1
” الأخ ج. شوش العقول بمحاولته إظهار أن النور المعطى من الله في الشهادات هو إضافة إلى كلمة الله, غير أنه هنا يزيف الحقيقة. لقد رأي الله مناسبا في هذا الأمر أن يجذب عقول شعبه إلى كلمته حتى يفهموها فهما أوضح. وكلمة الله كافية لإنارة أشد العقول ظلاما, ويمكن أن يفهمها كل من يرغب في فهمها, ولكن رغم كل هذا فإن بعض الذين يدعون جعل كلمة الله موضع درسهم يحيون في اتجاه معاكس لأبسط تعاليمها. ولكي يجعل الله الناس, من رجال ونساء, بلا عذر فهو يعطيهم شهادات واضحة وسديدة, ليعيدهم إلى الكلمة التي أهملوا اتباعها. وكلمة الله زاخرة بالمباديء العامة لتكوين عادات قويمة في الحياة, وإن الشهادات, عامة كانت أم شخصية, قد أعدت لتوجيه التفاهم بالأكثر إلى هذه المباديء خاصة. CCA 612.2
تناولت الكتاب المقدس وأحطته بكتب الشهادات التي أعطيت لشعب الله, وهنا قلت, إن قضايا الكل تقريبا قد سويت والخطايا التي يجب عليهم أن ينبذوها قد أظهرت, وما يحتاجون إليه من إرشاد يمكن العثور عليه هنا, إذ قد أعطى لأجل أشخاص آخرين لهم مشكلات مماثلة. لقد سر الله بأن يعطيكم أمرا على أمر فرضا على فرض. CCA 613.1
غير أن الذين يعرفون منكم, بالحق, مضمون الشهادات ليسوا بكثيرين. لستم ملمين بالكتاب المقدس, فلو جعلتم كلمة الله موضوع درسكم بدافع الرغبة في بلوغ ما يضعه الكتاب المقدس من قياس, وأحرز الكمال المسيحي, لما كانت بكم حاجة إلى الشهادات. إنما لسبب المسيحي, لما اكنت بكم حاجة إلى الشهادات. إنما لسبب إهمالكم التعرف بكتاب الله الموحى به قد أراد تعالى الوصول إليكم بشهادات بسيطة سديدة, موجها انتباهكم إلى كلمات الوحي التي أهملت اتباعها, وحاضا إياكم على أن تصوغوا حياتكم وفقا لتعاليمها النقية الرافعة. CCA 613.2