ينصح للكنيسة

الفريضة التمهيدية

كانت هذه الفريضة هي الإعداد الذي رسمه المسيح لخدمة العشاء الرباني, فقلب الإنسان لا يمكنه أن يدخل في شركة مع المسيح ما دام الإنسان يراعي الكبرياء والشقاق والنزاع حبا في السيادة, وإذ ذاك لا نكون مستعدين للتناول من جسده ودمه, ولذلك رسم يسوع أن تمارس ذكرى تواضعه أولا. CCA 603.2

وإذ يتقدم أولاد الله إلى هذه الفريضة عليهم أن يتذكروا ما قاله رب الحياة والمجد : ” أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعونني معلنا وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن تدعونني معلما وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني قد اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا. الحق الحق أقول لكم أنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله. ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه “ ( يوحنا 13 : 12 — 17 ). الإنسان ميال بطبعه إلى اعتبار نفسه أعظم من أخيه, وإلى خدمة نفسه وطلب المكان الأرفع, وغالبا ما ينتج عن ذلك ظنون السوء ومرارة الروح. إن الفريضة التي تسبق العشاء الرباني غايتها أن تكتسح كل سوء تفاهم, وتخرج الإنسان من نطاق أنانيته, وتجعله يتحول عن تعظيم الذات إلى تواضع القلب الذي يدفعه إلى أن يخدم أخاه. CCA 603.3

إن الرقيب القدوس هو حاضر في هذه الفريضة ليجعلها فرصة لفحص النفس والتبكيت على الخطية, واليقين المبارك بغفران الخطايا. إن المسيح بملء نعمته حاضر ليغير اتجاه الأفكار المنطلقة في مجاري الأنانية. والروح القدس يحي أحاسيس من يتبعون مثال سيدهم. وإذ نذكر اتضاع المخلص لأجلنا ترتبط الأفكار بعضها ببعض ثم تتكون سلسلة من الذكريات, ذكريات صلاح الله العظيم وفضل الأصدقاء الأرضيين ورقتهم. CCA 604.1

وكلما مورست هذه الفريضة بالكيفية الصحيحة يندمج أولاد الله في شركة مقدسة لجلب المعونة والبركة لبعضهم البعض, كما أنهم يأخذون على أنفسهم عهدا أن يقضوا حياتهم في خدمة مجردة من الأنانية, ولا يكتفون بخدمة بعضهم بعضا, بل أن حقل خدمتهم سيكون واسعا كما كان حقل سيدهم. إن العالم مليء بمن يحتاجون إلى خدمتنا, فالفقراء والعاجزون والجهلاء موجودون في كل بقاع الأرض. والذين اشتركوا في العشاء الرباني مع المسيح في العلية سيخرجون للخدمة كما قد خرج هو. CCA 604.2

إن يسوع المخدوم من الجميع أتي ليكون خادما للجميع, وحيث أنه خدم الجميع, فالجميع سيخدمونه ويكرمونه. والذين يريدون أن يشاركوه في صفاته الإلهية, ويشاطروه فرح رؤية الخطاة يفدون, عليهم أن يتمثلوا به في الخدمة المضحية. CCA 605.1