ينصح للكنيسة

25/303

علاقتنا بالعالم

رب سائل يسأل : أيتوجب علينا ألا نرتبط بأي اتحاد مع العالم ؟ إن كلمة الرب يجب أن تكون دليلنا, فهي تحرم كل ارتباط مع الملحدين أو غير المؤمنين من شأنه أن يظهرنا موحدين معهم. يجب أن نخرج من وسطهم ونعتزل, وإلا نربط أنفسنا بهم في تدابيرهم للعمل, بأي حال. إلا أنه ينبغي ألا نحيا حياة عزلة, بل نقدم للدنيويين كل خير نستطيع تقديمه لهم. CCA 70.1

لقد أعطانا المسيح مثالا على ذلك, فإنه حين دعى ليأكل مع العشارين والخطاة لم يمتنع, إذ ليس من سبيل للوصول إلى هذه الطبقة من الناس إلا بمخالطتهم. غير أنه في كل مناسبة طرق مواضيع للحديث وجهت عقولهم نحو الأمورالأبدية, وهو يأمرنا قائلا : ” ليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات “ ( متى 5 : 16 ). CCA 70.2

إن خلطة غير المؤمنين لا تجلب لنا أي ضرر إن نحن اختلطنا بهم بغية جعلهم على إتصال بالله, وكنا من القوة الروحية بحيث نثبت أمام تأثيرهم. CCA 70.3

جاء المسيح إلى العالم ليخلصه وليصل ما بين الإنسان الساقط والله الأزلي, فيجب على أتباع المسيح أن يكونوا مجاري نور, وإذ يحافظون على الشركة مع الله يوصلون إلى الذين هم في الظلمة والخطأ أفضل ما ينالونه هم من البركات السماوية. إن أخنوخ لم يتدنس بالآثام التي سادت عهده, فلماذا يتوجب أن نتدنس نحن في عهدنا ؟ غير أننا نستطيع, مثل سيدنا, أن نعطف على البشرية المتألمة, ونرثي للبائسين ونهتم اهتماما سخيا بشعور وحاجات المحتاجين والمضطريين واليائسين. CCA 71.1