ينصح للكنيسة

177/303

كرامة العمل

ينبغي أن يرشد الشبان ليروا كرامة العمل الحقة, ليبين لهم أن الله لا يتوقف عن العمل, وكل الأشياء التي في الطبيعة تقوم بعملها المعين لها. إن النشاط يشمل الخليقة بأسرها, ولكي نتمم رسالتنا يجب علينا نحن أيضا أن نكون عاملن بنشاط. CCA 446.1

العمل الجسماني الذي يرافقه المجهود العقلي الحار في العمل المجدي إنما هو تدريب على الحياة العملية, يحيله دائما أنه يهذب العقل والجسم ويزيد من أهليتها للقيام بالعمل الذي رسم الله أن يقوم به الناس في مختلف المجالات. CCA 446.2

ينبغي ألا يخجل أي منا بالعمل مهما صغر وضؤل شأنه. العمل مشرف, وكل الذين يكدون, سواء بالفكر أو اليد, هم رجال عاملون أو نساء عاملات. وجميعهم, إذ يعملون أمام مركن الغسيل أو يغسلون الصحون, انما يؤدون واجبهم ويكرمون ديانتهم كما بذهابهم إلى إجتماع العبادة تماما. وبينما تكون اليدان منهمكتين في الأشغال العادية جدا أن يسمو العقل وينبل بالأفكار النقية المقدسة. CCA 446.3

هناك سبب عظيم في إزدراء الأعمال الجسمية المجهدة, وهو طريقة القيام بها, إذ غالبا ما يحدث ذلك بإهمال وبدون تفكير وإنتباه, كما أنها تؤدِّى غن اضطرار لا عن إختيار. فالعامل لا يضع قلبه فيها, ولا يحافظ على كرامة نفسه, ولا يظفر بإحترام الآخرين. إن الدريب اليدوي ينبغي أن يصلح هذا الخطأ, وبنمي عادات الدقة والكمال. كما يتوجب على التلاميذ أن يتعلموا الحذق والنظام والإقتصاد في الوقت, ويجعلوا لكل خطوة قيمة, كذلك يجب ألا يقتصر تعليمهم على أحسن الأساليب, بل ينبغي أن يبعث فيهم روح الطموح بإستمرار لكي يترقوا. وليكن هدفهم أن يجعلوا عملهم كاملا على قدر ما تستطيع بلوغه الأدمغة والأيدي البشرية. CCA 447.1

إن ترك الأولاد ينمون في الكسل هو خطية. ليمرنوا أطرافهم وعضلاتهم حتى لو أتعبهم ذلك. فكيف يؤذيهم التعب أكثر مما يؤذيكم أنتم, إذا لم ينهكوا بالعمل المفرط. ثمة فرق واضح بين التعب والإعياء. الأولاد أكثر من الكبار حاجة إلى تنويع متكرر في العمل, وإلى فترات من الراحة, على أنه يمكنهم, حتى ولو كانوا صغارا تماما, ان يبدأوا بتعلم العمل, وسيسعدون بفكرة كونهم نافعين. وسينامون نوما هانئا بعد العمل الصحي, ويستعيدون نشاطهم للعمل في اليوم التالي. CCA 447.2