ينصح للكنيسة
مؤهلات معلم المدرسة
إن أهم عمل لمعاهدنا التهذيبية في الزمن الحاضر أن تضع أمام العالم مثالا من شأنه أن يكرم الله. وملائكة الله يشرفون على العمل عن طريق اناس بشر. وعلى كل إدراة أن تحمل علامة السمو الإلهي. CCA 436.1
اسندوا رئاسة مدرستكم إلى رجل قوي, يكون له من قوته الجسمية سند في أدائه عملا كاملا كمهذب, رجل يكون أخلا لأن يربي التلاميذ على عادات النظام والترتيب والعمل اليدوي. أدَّ عملا متقنا في كل ما تباشره من أعمال. وإن كنت امينا في تعليم الفروع العامة أمكن الكثيرون من تلامذتك أن ينخرطوا, توا, في العمل كموزعين ومبشرين. ليس هناك ما يدعونا إلى الشعور بوجوب حصول جميع العمال على ثقافة عالية. CCA 436.2
ينبغي لنا في اختيار المعلمين, أن نحترس جيدا, لعلمنا أن هذا الأمر يعادل في خطورته اختيار أشخاص للخدمة. ينبغي أن يقوم بإختبارهم رجال يقدرون على استجلاء الصفات, لأن الحاجة هي الى أفضل من يمكن الحصول عليهم من ذوي المواهب, ليهذبوا عقول الصغار ويصقلوها, ويديروا, بنجاح, فروع العمل العديدة التي ستحتاج إلى أن يديرها المعلمون في مدارسنا الكنسية. لا تكلوا الأولاد إلى عناية معلمين أحداث أغرار لا يتمتعون بالمقدرة الإدارية لأن مجهوداتهم ستفضي إلى الإخلال بالنظام. CCA 436.3
ينبغي ألا يقبل في الخدمة معلم ما, إلا إذا كان لديكم الدليل, بالفحص والتمحيض أنه يحب الله ويخشى اغاظته. فإذا كان المعلمون يتعلمون من الله, إن كانوا يتلقون دروسهم في مدرسة المسيح, فهم سيتبعون المسيح في أعماله وسيربحون ( التلاميذ ) للمسيح متعاونين معه, لأن كل ولد وشاب عزيز عليه. CCA 437.1
ينبغي اعتبار عادات المعلم ومبادئه أعظم في الأهمية من مؤهلاته العلمية. فينبغي له, لكي يكون له التأثير الصالح, أن يتمتع بمزية ضبط النفس ضبطا تاما, وأن يتشبع قلبه تشبعا غزيرا بالمحبة لتلاميذه, محبة تتمثل في نظراته وكلماته وأفعاله. CCA 437.2
ينبغي للمعلم أن يسلك كرجل مسيحي فاضل, وان يقف من تلامذته موقف الصديق والمشير. لو أن كل شعبنا, معلمين كانوا أو خداما أو أعضاء, نموا روح اللطف المسيحي لتهيأ لهم مزيد من النجاح, أن يصلوا إلى قلوب الناس, ولا قتيد كثيرون أيضا إلى فحص الحق وقبوله. حين ينسى كل معلم ذاته, ويهتم اهتماما عميقا بنجاح تلامذته وخيرهم, مدركا أنهم ملك لله, وأن لا بد له من أن يقدم حسابا عما تركه في عقولهم وصفاتهم من تأثيرو إذ ذاك يصبح لنا مدرسة ستحب الملائكة أن تتريث فيها. CCA 437.3
تحتاج مدارسنا إلى معلمين ذوي كفاءات خلقية سامية, إلى الذين يمكن ائتمانهم, إلى الراسخين في الإيمان, والحاذقين والصبورين, إلى الذين يسيرون مع الله ويتحاشون حتى مظهر الشر. CCA 438.1
أما ان تكل الأولاد إلى معلمين مستكبرين وغير محبين, فذلك اثم, لأن معلما هذه صفاته سيوقع أذى بليغا بأولئك الذين هم في مرحلة النمو الخلقي السريع. إذا لم يكن المعلمون خاضعين لله, ولا محبة فيهم للأولاد الموضوعين تحت اشرافهم, أو إذا أبدوا محاباة للذين يرضون غرورهم, وأظهروا اغفالا للذين هم أقل جاذبية أو للكثيري الحركة والعصبين, فينبغي عدم توظيفهم, لأن عملهم سيفضي إلى خسارة نفوس المسيح. CCA 438.2
هناك حاجة إلى معلمين, من أجل الأولاد خاصة, يكونون هادئين لطفاء, يعاملون, بطول أناة ومحبة, أولئك الذين هم, بالفعل, أشد الأولاد حاجة إليهما. CCA 438.3
وما لم يدرك المعلم حاجته إلى الصلاة, ويتضع بقلبه أمام الله, فهو سيفقد جوهر التهذيب. CCA 438.4
إن أهمية مؤهلات المعلم الجسمية يصعب إيفاؤها حقها من التقدير, إذ على قدر ما تزداد صحته كمالا يزداد عمله إتقانا. ولا يتهيأ للعقل وضوح التفكير وقوة العمل حين تكون القوى الجسيمة تعاني من جراء الضعف والمرض. والقلب يتأثر عن طريق العقل, ولكن ان فقد العقل قوته بسبب العجز الجسماني فسد, إذ ذاك, المنفذ إلى المشاعر الأرفع والدوافع الأسمى, وانخفضت مقدرة المعلم على التمييز بين الصواب والخطأ. وإذا كان الشخص يعاني من اعتلال الصحة يغدو من غير السهل عليه أن يكون صبورا وبشوشا, أو يتصرف بإستقامة وعدل. CCA 439.1
سلسلة روح النبوة — الربع الثالث, 1961 — الدرس الرابع مأخوذة من كتاب ” ارشادات للكنيسة ” بقلم : الأخت ألن هوايت .طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 440.1