ينصح للكنيسة

157/303

وجوب ضبط الأولاد

على الوالدين أن يضبطوا أولادهم, ويقوموا أهواءهم ويخضعوها, وإلا فإن الله سيهلك, يقينا, الأولاد في يوم حمو غضبه. والوالدون الذين لم يضبطوا أولادهم, سوف لا يكونون أبرياء. ينبغي لخدام الله, بنوع خاص, أن يضبطوا عائلاتهم ويخضعوها الخضوع الحسن. لقد رأيت أنهم غير أهل أن يحكموا أو يبتوا في أمور الكنيسة ما لم يكونوا قادرين على تدبير بيوتهم جيدا. عليهم أن ينظموا بيوتهم أولا, ومن ثم يكون لحكمهم وتأثيرهم فعالية في الكنيسة. CCA 400.1

ينبغي أن يحاسب كل ابن او ابنة بتغيبان عن البيت ليلا, وبنبغي للوالدين أن يعرفوا عشراء أولادهم, وفي بيت من يسمرون. CCA 400.2

إن الفلسفة البشرية لم تكتشف أكثر مما يعرفه الله, ولم تستنبط خطة لمعاملة الأولاد أحكم من تلك التي أعطاها ربنا. فمن يقدر أن يفهم حاجات الأولاد أكثر من خالقهم ؟ أو يشعر بعميق الإهتمام بخيرهم أكثر من ذاك الذي اشتراهم بدمه ؟ لو أن كلمة الله درست بعناية, وأطيعت بأمانة, لكان ما يصيب النفس من عذاب بسبب سلوك الأولاد الأشرار الفاسد أقل مما هو الآن. CCA 400.3

للأولاد من المطاليب ما ينبغي للوادلين التسليم بها واحترامها. لهم حق في تلك الثقافة وذلك التهذيب اللذين يجهلانهم أعضاء نافعين ومحترمين ومحبوبين في المجتمع هنا, ويؤهلانهم روحيا لصحبة الأطهار المقدسين في الحياة الأخرى. ينبغي أن يعلم الشبيبة أن خيرهم, حاضرا ومستقبلا, يتوقف إلى درجة كبرى على ما يشكلونه من عادات في صباهم وشبابهم. CCA 401.1

إن من يدعون إحترام الكتاب المقدس وإتباع تعاليمه من رجال ونساء يقصرون, من أوجه عديدة, عن إتمام مطاليبه. فتراهم, في تهذيب الولاد, ينقادون لأمزجتهم المفسدة عوضا عن اتباع إرادة الله المعلنة. هذا الإهمال في الواجب ييؤدي إلى خسارة ألوف الأنفس. والكتاب المقدس يورد قواعد إلهية لتهذيب الأولاد التهذيب الصحيح التي لو راعاها الوالدون لرأينا اليوم نوعا آخر من الشبيبة يظهرون على مسرح العمل. غير أن الوالدين الذين يدعون أنهم قراء الكتاب المقدس وتلامذته إنما هم سالكون بعكس تعاليمه تماما. نسمع صرخة الحزن والكرب من آباء وأمهات يندبون مسلك أولادهم, وقلما يدركون أنهم هم الذين يجلبون هذا الحزن والكرب على أنفسهم, إذ يفسدون اولادهم بعطفهم المغلوط. لا يدركون ما وضعه الله عليهم مسؤوليات لتدريب أولادهم على العادات القويمة منذ طفولتهم. CCA 401.2

الأولاد الذين هم مسيحيون فعلا, يؤثرون محبة والديهم الأتقياء ورضاهم على كل بركة أرضية. أجل, يحبون والديهم ويكرمونهم. إذ ينبغي أن يجعلوا أمر اسعادهم موضع دراستهم الرئيسي في الحياة. أما الأولاد الذين لم يتلقوا التعليم الصحيح ولم يتتلمذوا التلمذة الحقة في هذا الجيل العاصي فهم قلما يشعرون بواجبهم نحو والديهم, بل أحيانا كثيرة يزداد عقوقهم بوالديهم ويقل إحترامهم لهم بإزدياد خدمة الوالدين لهم. CCA 402.1

إن سعادة الأطفال في مستقبلهم تتوقف على والديهم إلى حد كبير, إذ بالوالدين يناط العمل الهام, عمل صوغ صفات هؤلاء الأولاد, لأن ما يتلقاه الأطفال من تعليم, يتبعهم طيلة حياتهم. الوالدون يزرعون البذرة التي ستنبت وتؤتي ثمارا, إنا للخير وإما للشر, وبإمكانهم أن يؤهلوا بنيهم وبناتهم للسعادة أو التعاسة. CCA 402.2