ينصح للكنيسة
درس الكتاب يقوي الإدراك
لو أن الناس يدرسون الكتاب المقدس كما ينبغي لقوى ادراكهم. إن المواضيع التي تعالجها كلمة الله, وما يتسم به منطوقها من بساطة جليلة, وما تقدمه للعقل من بحوث نبيلة, تؤتي الإنسان قوى لا يستطيع تنميتها بأية وسيلة أخرى. إن الكتاب المقدس يفتح أمام المخيلة آفاقا لا حد لها, ودارس الكلمة يخرج من تأملاته في مواضيعها الجليلة ومن إيحاءاتها السامية أنقى وأنبل في الفكر والشعور مما كان مقدرا له لو أنفق الوقت في قراءة مصنفات بشرية محضة, فضلا عن ذكر تلك المؤلفات ذات الصبغة المبتذلة. حين يغفل الشبيبة مصدر الحكمة الأسمى الذي هو كلمة الله تعجز عقولهم عن بلوغ أرفع أطوار نموها. ان السبب في قلة ما لدينا من الرجال ذوي العقول الجيدة المتزنين القيمين أننا لا نخشى الله ولا نحبه ولا نطبق في حياتنا مباديء الدين كما ينبغي. CCA 288.3
إن الله يريدنا أن نتذرع بكل وسيلة لنثقف قوانا العقلية ونقويها ... فلو أننا نصرف وقتا أزيد في قراءة الكتاب المقدس ونفهم تعاليمه فهما أوضح لكنا نبلغ شأوا أبهد جدا في الإستنارة والفهم. ان تفتيش الكتاب المقدس ينشط النفس. CCA 289.1
إن لتعليم الكتاب علاقة حيوية بنجاح الإنسان في كل صلاته في هذه الحياة. إنه يكشف عن المباديء التي هي حجر الزاوية في صرح نجاح الأمة — المباديء المرتبطة بخير المجتمع, والتي هي حارس الأسرة, والتي بدونها لن يستطيع أي إنسان أن يبلغ إلى حال النفع والسعادة والكرامة في هذه الحياة, ولا يضمن التمتع بالحياة الأبدية العتيدة. ليس من مركز في الحياة ولا طور من أطوار الإختبار البشري ألا ونجد له في تعاليم الكتاب المقدس إعدادا جوهريا. CCA 289.2
إن قوة المسيح المخلص المصلوب على منح الحياة الأبدية ينبغي أن تقدم للناس جميعا. ينبغي أن نريهم أن العهد القديم هو, يقينا, الإنجيل في رموز وظلال كالعهد الجديد في قوته الكاشفة. إن العهد الجديد لا يقدم ديانة جديدة, كما أن العهد القديم لا يقدم ديانة لتأخذ تلك مكانها. ليس العهد الجديد سوى استطرد وكشف للقديم. CCA 289.3
كان هابيل مؤمنا بالمسيح, وهو مخلص بقوة المسيح شأن بطرس أو بولس تماما. وكان اخنوخ ممثلا للمسيح شأن التلميذ الحبيب يوحنا يقينا. سار اخنوخ مع الله ولم يوجد, لأن الله أخذخ. وإليه اسندت رسالة مجيء المسيح الثاني ” وتنبأ عن هؤلاء أيضا اخنوخ السابع من آدم قائلا هوذا قد جاء الرب في ربوات قدسية. ليصنع دينونة على الجميع “ ( يهوذا 14 و 15 ). إن الرسالة التي نادى بها اخنوخ, ونقله إلى السماء كانا حجة مقنعة قدمت لأهل زمانه جميعهم, وهي حجة استطاع متوشالح ونوح استعمالها بقوة لإظهار إماكنية نقل الأبرار. CCA 290.1
إن الله ذاك الذي سار مع اخنوخ كان هو الرب والمخلص يسوع المسيح. كان هو بور العالم وقتئذ مثله الآن تمام. والذين عاشوا في ذلك الوقت لم يكونوا بلا معلمين يقودونهم في طريق الحياة, إذ أن نوحا واخنوخ كانوا مسيحين. في سفر اللاويين أعطى الإنجيل في وصايا. والطاعة الناجزة مطلوبة الآن كما كانت مطلوبة وقتئذ فكم هو جوهري لنا أن نفهم أهمية هذه الكلمة. CCA 290.2
رب سائل : ما سبب الجفاف في الكنيسة ؟ والجواب هو هذا : ” نصرف أذهاننا عن الكلمة, فلو أكلنا كلمة الله كغذاء للنفس, ولو وقرناها وأكرمناها لما كان من ضرورة لما يقدم الآن من الشهادات العديدة, والمكررة, بل كنا نتقبل أقوال الكتاب المقدس الصريحة ونعمل بها “. CCA 290.3
سلسلة روح النبوة — الربع الثاني , 1961 — الدرس السادس مأخوذ من كتاب ” ارشادات للكنيسة “ بقلم : الأخت ألن هوايت طبع في دار الشرق الأوسط للطبع والنشر جميع الحقوق محفوظة CCA 291.1