الصبا و الشباب

143/512

الشركة المسيحية

إن الصراع الذي يجب عليك أن تلعب دوراً فعالاً فيه هو في حياتك اليومية. ففي أوقات الشدة ألا تلقي برغائبك إلى جانب الكلمة المكتوبة، و ترفع إلى يسوع صلاة حارة طالباً منه الإرشاد؟ كثيرون يقولون أن لا ضرر البتة في أن نذهب إلى حفلة موسيقية و تهمل اجتماع الصلاة، أو تتغيب عن الإجتماعات التي يقدم فيها خدام الله رسالة من السماء. إنه أسلم لك أن تكون حيث قال المسيح أنه موجود هناك. SM 143.1

إن الذين يقدرون كلمات المسيح لا يتغيبون عن إحتماع الصلاة أو الإجتماع حيث قد دعي خادم الرب ليخبرهم بأمور ذات طابع أبدي. لقد قال يسوع: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم”. فهل يسعك أن تختار مسرتك و تخسر البركة؟ إن الأخذ في هذه الأمور له تأثير فعال ليس في حياتك وصفاتك أنت فحسب بل أيضاً في حياة عشرائك و صفاتهم. SM 143.2

لو أن كل الذين يدعون أنفسهم أتباع المسيح يتبعونه بالفعل و الحق لكان لهم فكر المسيح و لعملوا أعمال الله، و قاوموا التجربة التي تغري بالانغماس بالشهوات، و برهنوا على أنهم لا يستلذون مسرات العالم الطائشة أكثر من امتياز الإجتماع بالمسيح في إجتماعات الصلاة و الشهادة، فيكون لهم إذ ذاك التاُير الطيب في الآخريم، و يقودونهم إلى التمثل بهم. SM 143.3

إن صوت الأفعال أقوى من صوت الأقوال، و محبو المسرات لا يقدرون البركات الغنية التي يحصلون عليها بحضورهم إجتماع شعب الله. لا يقدرون فرصة التأثير على عشرائهم للذهاب معهم أملاً بأن يمس روح الله قلوبهم. من نرى يصطحبهم إلى هذه المجتمعات العالمية؟ أن يسوع ليس هناك ليبارك المجتمعين، بل أن الشيطان سيعرض للعقل أشياء كثيرة ليطمس فيها الأمور ذات الطابع الأبدي. إنها فرصته ليشوش الصلاح إذ يمزجه بالطلاح. SM 144.1

إن حضور مجتمعات الأنس الدنيوية يخلق تذوقاً واستيطاباً للهو المثير مما يضعف القوة الخلقية. و الذين يحبون المسرات قد يتمسكون بمظهر التقوى، غير أنه ليس لهم إتصال حيوي بالله، لأن إيمانهم ميت، و قد فارقتهم غيرتهم، ولا شعور لديهم بمسؤولية التحدث بكلمة في حيتها إلى الذين لا يعرفون المسيح، و حثهم على تسليم قلوبهم للرب — ( ح : 23 نيسان — أبريل 1912). SM 144.2