الصبا و الشباب
الأمانة في الواجبات البيتية
إن أسمى واجب يناط بالشبيبة إنما هو في بيوتهم، حيث يتبارك بهم أبوهم و أمهم و أخوتهم و أخواتهم فيما يحيطون به من محبة و رعاية صادقتين. فالمجال هنا (في البيت) واسع أمامهم لممارسة سجية الإيثار و إنكار الذات، عن طريق الإهتمام بالآخرين و خدمتهم، و هي خدمة لن تحط من قدر المرأة، لأنها أقدس و أرفع عمل يمكن إسناده إليها. و ما أعظم ما للأخت من تأثير في أخواتها، إذ بإمكانها، إن كانت على استقامة، أن تقرر سجاياهم و اتجاهاتهم، فإن لصلواتها و لرقتها و مودتها أطيب الأثر في العائلة. SM 340.1
و لكنك يا أختي، لن تستطيعي نقل هذه السجايا إلى الآخرين ما لم تكن موجودة فيك أنت. إن ذلك الرضا الذي يستحوذ على الفكر، و تلك المودة و اللطف و الخلق الرضي التي تنفذ إلى كل قلب إنما تعكس عليك ما يفيض به قلبك أنت على الآخرين، فالقلب الذي لا يملك فيه المسيح يمسي موطناً للتبرم و عدم الرضا، و النقص الأخلاقي. و إن الأنانية تطمع من الآخرين بما لا نرغب نحن في تقديمه لهم. SM 340.2
إن ما يعنت النفس و يستدعي الشجاعة لا ينحصر في عمل جبار و معارك كبرى، بل لا بد لنا، في كل يوم نحياه، من مجابهة المربكات و المنغصات و المفشلات. إن العمل المتواضع هو الذي يمدنا عادة بالصبر و الجلد و رباطة الجأش ولا بد في سبيل قهر الصعاب من الثقة بالنفس، و العزم الأكيد، فاطلب أن يقف الرب إلى جانبك حيثما تكون ليكون هو تعزيتك و عونك — (3 ه : 80 و 81). SM 340.3
* * * * *