الصبا و الشباب
التوفير في الملبس
ينبغي لشعب الله أن يمارسوا الإقتصاد الشديد في إنفاقهم المال، حتى يكون عندهم ما يأتون به للرب قائلين: “من يدك أعطيناك”. مقدمين بذلك له الشكر على البركات التي تسلموها منه، و مدخرين لأنفسهم كنوزاً بجانب عرش الله. SM 325.1
إن الدنيويين ينفقون على اللبس مبالغ كبيرة من المال الذي كان يجب استعماله لإطعام و إلباس أولئك الذين يعانون من الجوع و البرد. إن كثيرين ممن بذل المسيح حياته لأجلهم يكادون يفتقرون إلى أرخص و أعم الملابس استعمالاً، بينما ينفق آخرون مبالغ كبيرة من المال استجابة منهم لمقتضيات و مطاليب الزي (الموضة) التي لا نهاية لها. SM 325.2
لقد أوصى الرب شعبه بأن يخرجوا من العالم و يعتزلوا. إن الثياب الباذخة الكثيرة الثمن لا تليق بالذين يؤمنون أننا نعيش في الأيام الأخيرة من زمن النعمة. يقول الرسول بولس: “أريد أن يضلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال. و كذلك النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن. بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة”. SM 325.3
و حتى بين المدّعين أنهم أولاد الله تجد أناساً ينفقون على اللبس أكثر من اللازم. ينبغي أن نراعي في لبسنا الترتيب و سلامة الذوق، و لكن يا أخواتي و أنتن تبتعن و تعددن الملابس لأنفسكن و أولادكن افتكرن بالعمل غير المنجز في كرم الرب. من الصواب أن تشترين بضاعة جيدة و تراعين الدقة و العناية في إعدادها. هذا إقتصاد، غير أنه لا حاجة إلى الزخرف و التنزيق الزائدين، لأن الانهمالك فيهما معناه الاستجابة لاشتهاء النفس بإنفاق المال الذي ينبغي أن يكرّس لعمل الله. SM 326.1
إن ما يجعلكم ذوات قيمة في نظر الرب ليس هو ملبسكن، بل أن زينة القلب الداخلي و فضائل الروح القدس و الكلام اللطيف و مراعاة جانب الغير هي التي يجلها الله. استغنين عن هذه الزخارف غير الضرورية، و استبقين ما توفرن بذلك من مال لأجل تقدم عمل الله. SM 326.2