الصبا و الشباب

318/512

إختيار منهج للمطالعة

في رؤى الليل، رأيتني ألتقط وألقي جانياً كتباً لا نفع منها للشبيبة. ينبغي أن نختار لهم كتباً ترغّبهم في حياة الإخلاص و تقودهم إلى تصفّح الكلمة. هذا ما أظهر لي في الماضي و فكرت في أن أثبته لكم هنا، ليس بوسعنا أن نقدم لشبيبتنا مطبوعات عقيمة. بل الحاجة تدعو إلى كتب يتبارك بها العقل و النفس جيمعاً، غير أنهم يستخفون بهذه كثيراً، و لذا ينبغي لشعبنا أن يكونوا على معرفة بما أقوله الآن. SM 300.1

لا أظن أنه سيكون لدي المزيد من الشهادات لشعبنا، إن رجالنا ذوي العقول الراجحة يعرفون ما هو حسن لتأييد عملنا و بنائه، و لكنهم، و محبة الله في قلوبهم، يحتاجون أن يتعمقوا أزيد فأزيد في درس ما لله. كم أود أن تطالع شبيبتنا اللائق من الكتب، إذاَ لفعل الكبار فعلهم. يجب أن نثبت بصرنا على ما للحق من جاذبية دينية، ونبقي الذهن مفتوحاً لمبادئ كلمة الله. إن الشيطان يأتي الناس وهم غافلون. علينا ألا نكتفي بكون رسالة الإنذار قد قدمت مرة، بل علينا أن نقدمها أيضاً و أيضاً. SM 300.2

يمكننا أن نبدأ منهجاً في المطالعة ملذاً للغاية بحيث يجتذب الكثيرين و يؤثر فيهم. إذا أبقى على حياتي لفترة من العمل أطول فسأساعد بفرح على إعداد كتب للأحداث SM 300.3

هناك عمل يجب أداؤه للشبيبة تطبع به عقولهم و تصاغ بالحق الإلهي المقدس. و إني لأود، مخلصة، أن يجد شبيبتنا المعنى الحقيقي للتبرير بالإيمان و تكميل الخلق طويلاً، فأنا أترك هذه الرسالة لأجل الشبيبة حتى لا يخطئوا الهدف الذي يضعونه لأنفسهم. SM 301.1

إني أحض أخوتي أن يعلّوا ويجلوا جود الله و نعمته دائماً. اعملوا و صلوا على الدوام من أجل تذوق طيب الديانة الحقة. عرّفوا بغبطة و جمال القداسة و نعمة الله. إني أشعر بعبء إزاء هذا الأمر لعلمي أنه مغفل. SM 301.2

لست على يقين من أنني سأعيش طويلاً، غير أني أشعر بأني مقبولة عند الرب الذي يعلم مبلغ ألمي حين أشاهد مستوى الحياة المنخفضة للمدعوين مسيحيين. لقد شعرت أن الواجب يقضي بأن يرى الحق في حياتي، و أن تصل شهادتي إلى الشعب. أريدكم ألا تدخروا وسعاً في وضع كتاباتي في أيدي الناس في بلاد غريبة. SM 301.3

أخبروا الشبيبة أنه كانت لهم امتيازات روحية كثيرة، و إن الله يريدهم أن يبذلوا جهوداً حارة ليعرضوا الحق على الناس، هذه الأمور قلتها مدفوعة بالشعور بواجبي الخاص — (ي: 547 — 549). SM 301.4

* * * * *