الصبا و الشباب
العبث بالمقدسات
يؤسفني أن أرى الكثيرين من السبيبة المدعوين متدينين لا يعرفون شيئاً البتة عن تجديد القلب، و ليس من تغيير في صفاتهم. ولا يدركون أن إدعاءهم المسيحية أمر خطير. حياتهم خلو من أي ميل نحو الأمور الروحية. فلو كانوا حقيقة من أبناء الله و بناته لما كانوا ممتلئين عبثاً و هزلاً و لهواً، و لا كانت ملاحظات الآخرين الخرقاء و مسلكهم الأحمق تثير فيهم هذه الأمور عينها. إن من ينتوي نيل الجعالة و الظفر بالسماء يرفض بعزم ثابت مصمم كل محاولة لجره إلى العبث بالمقدسات. SM 278.1
هنالك خطر عظيم في عدم المبالاة فيما يتعلق بهذا الموضوع، إذ ليس من حماقة هكذا خبيثة و خادعة مثل الغفلة و الخفة (أي عدم الرزانة). حيثما تلفتنا رأينا شبيبة طائشين عابثين. فإذا ادّعوا المسيحية يجب أن يخشى جانبهم بالأكثر. عقولهم قد صيغت في إطار منحط و سيكون أسهل جداً عليهم أن يهبطوا بكم إلى مستواهم من أن ترفعوهم أنتم إلى حيث يصبح تفكيرهم سامياً مشرفاً و تصرفاتهم مستقيمة. اختاروا عشراءكم ممم يراعون جانب اللياقة و الحشمة في كلماتهم و سيرتهم. SM 278.2
و لكي تحرصوا كل الحرص على إعطاء المجد و التسبيح لله، يجب أن يكون عشراؤكم ممن إذا اعتشرتم و إياهم تظلون تميزون بين المقدس و المحلل، و إذا أردتم أن يكون لكم مدارك واسعة و أفكار نبيلة و مطامح شريفة، فاختاروا العشراء الذين يعاضدون المبادئ القويمة، و ليكن كل فكر و كل قصد لكل عمل مستهدفاً الظفر بالحياة الآتية و السعادة الأبدية — (ج: 8 تشرين الأول — أكتوبر 1896). SM 278.3
* * * * *