الصبا و الشباب

293/512

الفلسفة الصحيحة للحياة

إن إدراكنا، إدراكاً جليلاً، لعظمة الله و جلاله و لما يريدنا الله على أن نكونه — هذا الإدراك يقودنا إلى اتّضاع مجدّ، فالذي يجيد درس الكلمة المقدسة يتحقق أن عقل الإنسان ليس كلي القدرة، و أن قوة البشر و حكمتهم، مستقلتين عن المعونة التي لا يهبها سوى الله، ليستا ضعفاً و جهالة. SM 274.3

أما السالك في طريق الرب فقد وجد الينبوع الحقيقي الأوحد للنعمة المخلّصة و السعادة الأكيدة، و اكتسب المقدرة على إشاعة جو السعادة بين جميع الذين يحتك بهم. و الواقع أن لا أحد يستطيع أن ينعم بالحياة بدون تقوى، لأن محبتنا لله تصقل ذوقنا و تنقي و تعلّي كل ميولنا و رغائبنا و تقوي كل عاطفة ود و حنان فينا و تطبع مسراتنا البريئة بطابع الصفاء و النقاء. أجل، إنها تمكننا من أن نجل و نستلذ كل ما هو صادق و جليل و جميل. SM 275.1

بيد أن ما يجب أن يجعلنا نجل الكتاب المقدس فوق كل اعتبار آخر هو أنه يعلن للبشر إرادة الله. هنا (في الكتاب المقدس) نتحقق الغاية من خلقنا، و نجد الوسائل لبلوغ تلك الغاية، و نتعلم كيف نجعل الحياة الحاضرة نافعة، وكيف نضمن الحياة الأخرى الباقية. ليس غيره من كتاب يجلو للعقل مربكاته، و يحقق للقلب توسلاته. و الناس إذ يعرفون كلمة الله و يصغون إليها ينهضون من أدنى دركات الانحطاط ليصيروا أبناء الله و عشراء الملائكة الأطهار — (ز : 53 — 54). SM 275.2

* * * * *