الصبا و الشباب

280/512

عمل المسيح الشفاعي

إن ما عمله ابن الله الحبيب من جعل ذاته الإلهي صلة الوصل بين المخلوق و السرمدي، المحدود و اللامحدود هو موضوع يمكن أن يستغرق علينا ذهننا الحياة كلها. كان من شأنه عمله تثبيت الخلائق ساكني العوالم الأخرى في براءتهم وولائهم، و تخليص الضالين و الهالكين من أهل عالمنا هذا، فلقد فتح المسيح للعصاة باب العودة إلى ولائهم لله، بينما حصّن، بالعمل نفسه، حول الذين هم أنقياء، حتى لا يتنجسوا. SM 264.1

وفي حين نبتهج نحن لوجود عوالم لم تسقط قط فإن هذه العوالم غير الساقطة تقدم ليسوع المسيح الحمد و الإكرام و التمجيد من أجل الفداء الذي به خلص بني آدم الضالين، و ثبتهم هم في ما هم فيه من طهارة أخلاق و نقاوة سجايا. إن الذراع التي أقالت الأسرة البشرية من عثارها، و أنقذتها من الدمار الذي جلبه عليها إبليس بتجاربه هي الذراع عينها التي حفظت ساكني العوالم الأخرى من الخطية. كل عالم في الكون الفسيح محوط بعناية الآب و الابن و رعايتهما، و بهذه العناية نفسها يحيط الله البشرية الساقطة. إن المسيح ليشفع في الإنسان، و بعمله الشفاعي هذا يحفظ نظام العوالم غير المنظورة. أفليست هذه المواضيع من الأهمية و عظم الشأن بحيث تستأثر بنفكيرنا و تدعونا إلى شكر الله و التعبد له؟ SM 264.2