الصبا و الشباب
الإفراط باعث على الانحطاط
إذا أقدم الفهماء من الرجال و النساء على تخدير قواهم الأدبية عن طريق الإفراط أياً كان لونه، انحطوا، في كثير من عاداتهم، إلى مستوى لا يرتفع عن مستوى الوثنيين إلا قليلاً. إن الشيطان يعمل دائباً على اجتذاب الناس من نور الخلاص إلى إتباع العادة و الزي (الموضة)، و الاستهتار بالصحة الجسمية و العقلية و القيم الأدبية، ذلك أن العدو الأكبر يعلم أن شهوة الطعام و سائر شهوات الجسم، إذا ما سيطرت، فإن صحة الجسم و قوة العقل يضحى بهما عندئذ على مذبح إرضاء النفس، مما يورد الإنسان موارد الهلكة و شيكاً. أما إذا قبض ذو العقل المستنير على عنان الشهوات البهيمية و أخضعهما للقوى الأدبية، يعلم الشيطان عندئذ جيداً أن أمله في التغلب عليه، بتجاربه، ضعيف جداً. SM 246.1
في العالم المسيحي كثيرون لا يحق لهم أن يدعوا أنفسهم مسيحيين، لأنهم، بعاداتهم و عدم اعتدالهم، و معاملتهم لأجسادهم، بوجه عام، يتعدون سنن الطبيعة، و يحاربون ما قد وضعه الكتاب المقدس من قياس، بل أنهم، في مسلكهم هذا، يستجلبون على أنفسهم سقم الجسم و ضعف العقل و فساد الأخلاق — (ب: 8 أيلول — سبتمبر 1874). SM 246.2