الصبا و الشباب

258/512

حفظ الصحة

الصحة بركة لا يعرف قيمتها سوى القليلين، و مع ذلك فعليها يتوقف إلى درجة كبرى ما تتمتع به قوانا العقلية و الجسمية من كفاءة. و بما أن أجسامنا موطن جوافعنا و أميالنا، يجب المحافظة عليها صحياً، و إخضاعها لأرفع و أجل التأثيرات الروحية، حتى يمكننا استعمال مواهبنا أسمى استعمال. إن كل ما يحط القوى الجسمية يضعف العقل و يقلل من قدرته على التمييز بين الحق و الباطل. SM 243.1

إن سوء استعمالنا قوانا الجسدية يقصّر فترة حياتنا الواجب تكريسها بمجد الله، و يفقدنا الأهلية لإكمال العمل الذي و كل الله إلينا مهمة إكماله، فإذا كنا نسمح لأنفسنا بتشكيل عادات خاطئة، و إذا كنا نطيل السهر، و نستجيب لشهوة الطعام على حساب صحتنا، فنحن إنما نزرع بذور الهزال و الضعف... SM 243.2

أما الذين يقصرون حياتهم على هذا النحو، و يفقدون أنفسهم المقدرة على الخدمة بتعديهم سنن الطبيعة فإنهم يجرمون في كونهم يسلبون الله الذي له، و يقترفون الذنب نفسه تجاه إخوتهم البشر، و يختصرون الفرصة المتاحة لهم لخدمة الآخرين — تلك الخدمة التي من أجلها أرسلهم الله إلى العالم، و يجردون أنفسهم من المقدرة على إنجاز ما كان بإمكانهم إنجازه في فترة من الزمن أقصر. إن الرب يعتبرنا مذنبين حين نراعي في حياتنا عادات مضرة فنحرم بذلك العالم بعض النفع و الخير — (ب: 20 حزيران — يونيو 1912). SM 243.3

* * * * *