مشتهى الأجيال
الفصل الحادي والعشرون—بيت حسدا والسنهدريم
“وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرية بيت حسدا لها خمسة أروقة. في هذه كان مضطجعاُ جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم، يتوقعون تحريك الماء” (يوحنا 5 : 2 و 3). ML 178.1
كانت مياه هذه البركة تتحرك أحيانا ، وقد ساد الاعتقاد آنئذ أن هذا يحدث نتيجة تدخل قوة فائقة الطبيعة ، وأن من ينزل أولا بعد تحريك الماء كان يبرأ من أي مرض اعتراه ، فزار ذلك المكان مئات من المرضى. ولكن عند تحريك الماء كان جمهور كبير من المرضى يندفعون إلى البركة ، وفي شدة اندفاعهم كانوا يدوسون تحت أقدامهم الرجال والنساء والأطفال الذين هم أضعف منهم ، كما كان كثيرون عاجزين عن الوصول إلى البركة . وكثيرون ممن نجحوا في الوصول إليها ماتوا على حافتها . وقد أقيمت بعض الأروقة حول البركة ليحتمي فيها المرضى من حر النهار وبرد الليل . وكان بعض الناس يقضون الليل يزحفون من تلك الأروقة إلى حافة البركة يوما بعد يوم مؤملين عبثا في الشفاء. ML 178.2
لقد ذهب يسوع إلى أورشليم مرة أخرى ، وإذ كان يتمشى وحده كأنما كان يتأمل ويصلي أتى إلى البركة ، فرأى أولئك المرضى المساكين وهم يتوقعون تحريك الماء الذي بدا كأنه أملهم الوحيد في الشفاء. وكان يتوق إلى استخدام قوته الشافية لشفاء كل المرضى. ولكن ذلك اليوم كان يوم سبت ، وكان كثيرون في طريقهم إلى الهيكل لأجل الصلاة ، وكان يسوع يعرف أن إجراء قوة الشفاء في ذلك اليوم سيثير تعصب اليهود حتى أنهم سيوقفونه عن العمل. ML 178.3