مشتهى الأجيال
الفصل التاسع عشر— عند بئر يعقوب
اجتاز يسوع في السامرة وهو في طريقه إلى الجليل ، وكان الوقت ظهرا عندما وصل إلى وادي شكيم الجميل. وعند مدخل ذلك الوادي كانت بئر يعقوب . فإذ كان قد تعب من السفر جلس على البئر في حين مضى تلاميذه ليبتاعوا طعاما. ML 161.1
كان ثمة عداوة مستحكمة بين اليهود والسامريين ، وكان كل فريق يتحاشى التعامل مع الفريق الآخر ما أمكن. كان معلمو إسرائيل يعتبرون المتاجرة مع السامرين في حالة الضرورة أمرا مشروعا ، ولكن المقابلات والمعاملات الاجتماعية كانت محرمة ومحظورة . فلم يكن اليهودي يرضى أن يقترض شيئا من السامري ولا أن يقبل منه رفقا أو معروفا ، حتى ولا كسرة خبز ولا كأس ماء . إن التلاميذ بذهابهم لابتياع الطعام كانوا على وفاق مع العرف الذي اصطلحت عليه أمتهم ، ولم يتجاوزوا الحدود المفروضة عليهم. ولم يكن يخطر حتى ببال تلاميذ المسيح أن يسألوا معروفا أو إحسانا من السامريين أو أن يطلبوا نفعهم بأي شكل. ML 161.2
فإذ جلس بجانب البئر كان منهوك القوى من الجوع والعطش. فالرحلة التي بدأوا بها منذ الصباح كانت طويلة . والآن ها هي شمس الظهيرة تضرب على رأسه . وقد زاد من شدة عطشه تفكيره في المياه الباردة المنعشة القريبة منه جدا في تلك البئر ، ومع ذلك فقد كانت بعيدة عن متناول يده لأنه لم يكن يملك حبلا ولا دلوا ، والبئر عميقة . لقد كان يقاسم البشرية نصيبها وينتظر قدوم أحد ليستقي ماء. ML 161.3