مشتهى الأجيال

117/684

الفصل السابع عشر—نيقوديموس

عاليا وكانت له مواهب ممتازة فكان عضوا مكرما في مجلس الأمة. كان قد تأثر بتعاليم يسوع كما قد تأثر آخرون غيره . ومع كونه غنيا ومتعلما ومكرما فقد اجتذبه ذلك الناصري الوضيع بكيفية غريبة . لقد تأثر تأثرا عميقا بالتعاليم التي نطق بها المخلص ، فاشتاق إلى سماع المزيد من تلك الحقائق العجيبة. ML 146.1

إن استخدام المسيح لسلطته في تطهير الهيكل قد أثار الحقد والضغينة في قلوب الكهنة والرؤساء حتى باتوا يخشون قوة هذا الغريب ، فلم يمكنهم أن يتسامحوا مع هذه الجرأة التي أبداها هذا الجليلي المغمور الذكر ، فأصروا على إحباط عمله .ولكن لم يكن الكل مجمعين على هذا الغرض. فقد كان هنالك جماعة خشوا أن يقاوموا ذاك الذي اتضح جليا أنه كان مسوقا بروح الله ، وذكروا كيف أن الأنبياء قد قتلوا قديما لأنهم وبخوا رؤساء إسرائيل على خطاياهم ، وعرفوا أن استعباد أمة وثنية لهم كان نتيجة لعنادهم لأنهم رفضوا توبيخات الله . فكانوا يخشون لئلا يكون أولئك الكهنة والرؤساء بتآمرهم على يسوع سائرين في نفس الطريق الذي سار فيه آباؤهم من قبل ، وأنهم بذلك سيجلبون على الأمة أهوالا وكوارث جديدة . وقد كان نيقوديموس يشارك هؤلاء الناس في شعورهم . فإذ كان مجمع السنهدريم مجتمعا ليتداولوا فيما يجب اتخاذه من إجراءات حيال يسوع نصحهم نيقوديموس أن يلزموا جانب الحيطة والاعتدال . ثم قال لهم إنه اذا كان يسوع مزودا بسلطان من الله فالخطر كل الخطر في رفض إنذاراته أو مقاومتها ، فلم يجرؤ الكهنة على الاستخفاف بهذه المشورة أو رفضها . وفي ذلك الوقت لم تتخذ أية إجراءات علنية ضد المخلص. ML 146.2

ومنذ أن سمع نيقوديموس كلام يسوع بدأ بكل شوق واجتهاد لدرس النبوات الخاصة بمسيا ، وكلما تعمق في الدرس زاد اقتناعا بأن هذا هو الآتي. وككثيرين غيره من بني إسرائيل كان متضايقا جدا ومنزعجا وهو يرى الهيكل وقد تنجس .كان بين المشاهدين حين طرد يسوع من كانوا يشترون ويبيعون فيه . وقد رأى إعلان سلطان الله العجيب ، كما رأى المخلص وهو يقبل المساكين ويشفي المرضى ، رآهم ورأى الفرح مرتسما على وجوههم وسمعهم وهم يسبحون فلم يعد يشك في أن يسوع الناصري مرسل من قبل الله . ML 146.3