مشتهى الأجيال
وجوب الاحترام
عندما نزل الرب على جبل سيناء تقدس ذلك الجبل بحضوره. لقد أمر موسى أن يقيم حدودا حول الجبل من كل ناحية ويقدسه . وقد سمع صوت الرب محذرا للشعب وقائلا: “احترزوا من أن تصعدوا إلى الجبل أو تمسّوا طرفه. كل من يمس الجبل يقتل قتلاً. لا تمسّه يد بل يرجم رجماً أو يرمى رمياً. بهيمة كان أم إنساناً لا يعيش” (خروج 19 : 12 و 13). وهكذا تعلم الشعب هذا الدرس وهو أن أي مكان يعلن الله فيه نفسه يعتبر مكانا مقدسا، فكان ينبغي اعتبار كل نطاق هيكل الله مقدسا . ولكن في سبيل الكفاح في طلب الكسب غير المشروع غاب كل ذلك عن بالهم. ML 136.1
لقد دعا الله الكهنة والرؤساء ليكونوا نوابا عنه أمام الشعب ، وكان عليهم أن يحرموا على الناس انتهاك حرمة أروقة الهيكل ، وأن يقدموا أنفسهم مثالا للشعب في الاستقامة والرفق. وبدلا من التفكير في منفعتهم الذاتية كان عليهم أن يراعوا موقف العابدين وحاجاتهم ، وأن يكونوا على استعداد لمساعدة غير القادرين على شراء الذبائح المطلوبة .لكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إذ قد قسى الجشع قلوبهم. ML 136.2
لقد أتى إلى هذا العيد كثيرون ممن كانوا متألمين أو فقراء أو متضايقين ، فكان هناك العمي والعرج والصم. وكان البعض منهم يؤتى بهم على أسرة ، وكثيرون أتوا ممن قد أعجزهم فقرهم عن شراء أقل التقدمات للرب ، بل كانوا يتضورون جوعا لخلو أيديهم مما يشترون به ما يسد الرمق . هؤلاء الناس كانوا يتضايقون من ادعاءات الكهنة الذين كانوا يفخرون بتقواهم ويدعون أنهم أوصياء على الشعب ، بينما كانت قلوبهم خالية من كل عطف أو إشفاق ، فعبثا كان الفقراء والمرضى والمحتضرون يستجدون منهم الإحسان إذ لم تكن آلامهم تستدر الشفقة في قلوب الكهنة. ML 136.3