مشتهى الأجيال

104/684

العلاقة الزوجية

في العهد القديم والعهد الجديد كليهما تستخدم العلاقة الزوجية كرمز للاتحاد الحبي المقدس الكائن بين المسيح وشعبه. وقد كان المسيح يفكر أن أفراح ولائم الأعراس تشير إلى الأمام إلى فرح ذلك اليوم الذي فيه سيأتي بعروسه إلى بيت الآب ويجلس المفديون مع فاديهم في عشاء عرس الخروف ، فهو يقول: “كفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك” “لا يقال بعد لك: “مهجورة” .. بل تدعين “حفصيبة” .. لأن الرب يسر بك” “يبتهج بك فرحاً. يسكت في محبّته. يبتهج بك بترنّم” (إشعياء 62 : 5، 4 ؛ صفنيا 3 : 17). عندما سمح ليوحنا الرسول أن يرى الرؤى السماوية كتب يقول: “وسمعت كصوت جمع كثير، وكصوت مياه كثيرة، وكصوت رعود شديدة قائلة: “هللويا! فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء. لنفرح ونتهلل ونعطه المجد! لأن عرس الخروف قد جاء، وامرأته هيأت نفسها .. وقال لي: “أكتب: طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف!” وقال: “هذه هي أقوال الله الصادقة ” (رؤيا 19 : 6 و 7 و9). ML 131.1

لقد رأى يسوع في كل نفس شخصا ينبغي أن تقدم له الدعوة للدخول إلى ملكوته ، فوصل إلى قلوب الناس لأنه كان يسير بينهم كمن يطلب لهم الخير. كان يسعى إليهم في الشوارع العامة وفي المنازل وفي قوارب الصيد وفي المجمع وعلى شواطئ البحيرة وفي وليمة العرس ، وكان يلتقي بهم حيث كانوا يزاولون أعمالهم يوميا وأبدى اهتمامه بشؤونهم الدنيوية . وكان يقدم تعاليمه للعائلات جاعلا الناس وهم في بيوتهم يحسون بحضوره الإلهي ، فعطفه نحو كل فرد منهم شخصيا سبى قلوبهم . وفي أحيان كثيرة كان يذهب إلى الجبال ليصلى منفردا ، ولكن هذا كان إعدادا له ليقوم بعمله بين الناس في حياة الخدمة .وبعد ذلك كان يخرج ليخفف آلام المرضى ويعلم الجهال ويحطم قيود أسرى الشيطان. ML 131.2

علم يسوع تلاميذه بالاتصال الشخصي والمعاشرة. فأحيانا كان يعلمهم وهو سائر في وسطهم بجانب الجبل ، وأحيانا أخرى بجانب البحر أو وهو سائر معهم في الطريق فكان يعلن لهم أسرار ملكوت السماوات . لم يكن يقدم مواعظ رسمية كما يفعل الناس اليوم . فأينما وجدت قلوب مفتوحة لقبول الرسالة الإلهية كان يكشف لها عن حقائق طريق الخلاص . لم يكن يأمر تلاميذه أن يفعلوا هذا أو ذاك بل كان يقول لكل واحد “اتبعني” وحين كان يسافر في الأرياف أو المدن كان يصطحبهم معه لكي يروا كيف كان يعلم الشعب . لقد جمع بين مصالحه ومصالحهم فشاركوه في العمل . ML 132.1