مشتهى الأجيال

684/684

مقبول من الله

هناك العرش وقوس قزح الوعد. وهناك الكاروبيم والسرافيم . فيجتمع رؤساء جند الملائكة وأبناء الله وممثلو العوالم غير الساقطة . إن المجلس السماوي الذي قد وقف أمامه لوسيفر متهما الله وابنه ، وممثلو العوالم التي كان الشيطان يريد أن يقيم سلطانه فيها -جميعهم هناك للترحيب بالفادي . إنهم يتوقون للاحتفاء بنصرته ولتمجيد مليكهم. ML 788.2

غير أنه يشير عليهم بالتنحي جانبا. لم يأت الوقت بعد . إنه لا يستطيع أن يلبس إكليل المجد أو ثوب الملك . فهو يدخل في حضرة أبيه . ومن ثم يشير إلى رأسه الجريح وجنبه المطعون وقدميه المثقوبتين ، ويرفع يديه اللتين فيهما آثار المسامير ويشير إلى دلائل نصرته ويقدم للآب حزمة الترديد أي أولئك الذين أقيموا معه كممثلين للجمع العظيم الذين سيخرجون من قبورهم في مجيئه الثاني . حينئذ يقترب من الآب الذي يكون أمامه فرح بخاطئ واحد يتوب ، الذي يفرح بترنم لأجل واحد . قبل وضع أساسات الأرض كان الآب والابن قد تعاهدا معا على فداء الإنسان فيما لو غلبه الشيطان . وقد تصافحت أيديهما في عهد مقدس ليكون المسيح ضامنا للجنس البشري . ولقد تمم المسيح هذا العهد فإذ كان معلقا على الصليب صرخ مخاطبا الآب قائلا: “قد أُكْملَ” وقد نفذ الاتفاق كاملا . وهاهو الآن يعلن قائلا: “ أيها الآب، قد أكمل. لقد فعلت مشيئتك يا إلهي وقد أتممت فعل الفداء. إذا كان عدلك قد اكتفى فأنا: “أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا” (يوحنا 19 : 30 ؛ 17 : 24). ML 788.3

ها صوت الله يسمع معلنا أن العدل قد اكتفي فانهزم الشيطان. إن أحباء المسيح الكادحين المصارعين على الأرض قد أنعم عليهم (قبلوا) في المحبوب (راجع أفسس 1 : 6) وأمام ملائكة السماء وممثلي العوالم غير الساقطة أعلن أنهم قد تبرروا ، فحيث يكون هو تكون كنيسته: “الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما” (مزمور 85 : 10). إن ذراعي الآب يحتضنان ابنه. وحينئذ يصدر هذا الأمر: “لتسجد له كل ملائكة الله” (عبرانيين 1 : 6). ML 789.1

إن الرؤساء والسيادات والسلاطين تعترف بفرح لا ينطق به بسيادة رئيس الحياة. وجماهير الملائكة ينطرحون أمامه بينما يصعد هتاف الفرح ويملأ كل الديار السماوية قائلا: “مستحق هو الخروف االمذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!” (رؤيا 5 : 13). ML 789.2

إن أغاني الانتصار تمتزج بالموسيقى التي تبعثها قيثارات الملائكة حتى ليلوح أن السماء قد امتلأت فرحا وحمدا. لقد غلبت المحبة وقد وجد الضال وفي السماء ترن أصوات عالية وهي تعلن قائلة: “للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين” (رؤيا 5 : 13). ML 789.3

ومن منظر الفرح السماوي يعود إلينا على الأرض صدى قول المسيح العجيب: “ إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم” (يوحنا 20: 17). لقد اتحدت أسرة السماويين بأسرة الأرضيين . إن ربنا لأجلنا قد صعد ولأجلنا يحيا: “فمن ثم يقدر أن يخلّص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم” (عبرانيين 7 : 25). ML 789.4