مشتهى الأجيال
“ آتي أيضاً”
وإذ كان التلاميذ لا يزالون يحدقون بأنظارهم إلى فوق سمعوا أصواتا رنت كأعذب الأنغام الموسيقية ، فلما التفتوا رأوا ملاكين في هيئة بشرية فكلماهم قائلين: “ أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء” (أعمال 1 : 11). ML 786.1
إن هذين الملاكين كانا ضمن ذلك الجمع الذي كان منتظرا في سحابة نيرة لمرافقة يسوع إلى موطنه السماوي. كان هذان الملاكان أرفع أجناد السماء وهما اللذان أتيا إلى القبر عند قيامة المسيح ، وكانا معه مدى حياته التي عاشها على الأرض . كان كل السماويين مشتاقين ومتلهفين لانقضاء مدة وجود السيد في عالم شوهته الخطية وجلبت عليه اللعنة . وها قد جاء الوقت الذي فيه يستقبل سكان السماء مليكهم . ألم يكن هذان الملاكان يتحرقان شوقا للانضمام إلى الجمع الذي رحب بيسوع ؟ ولكنهما رفقا وحبا بأولئك الذين قد تركهم السيد انتظرا ليقدما لهم رسالة العزاء . “ أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص! ” (عبرانيين 1: 14). ML 786.2
صعد المسيح إلى السماء في هيئة البشر ، وقد رأى التلاميذ السحابة وهي تأخذه. يسوع نفسه الذي تحدث وصلى معهم والذي كسر لهم الخبز والذي كان معهم في سفنهم وهم في عرض البحيرة ، والذي في نفس ذلك اليوم جاهد للتسلق معهم فوق جبل الزيتون- يسوع هذا نفسه صعد إلى السماء ليجلس مع أبيه في عرشه . وقد أكد لهم الملاكان أن ذاك الذي قد رأوه صاعدا إلى السماء سيأتي ثانية كما قد صعد . سيأتي “مع السحاب، وستنظره كل عين” ويقول الرسول أيضاً إن “الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً”. وقال المسيح كذلك: “ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده” (رؤيا 1 : 7 ؛ 1 تسالونيكي 4 : 16 ؛ متى 25 : 31). وحينئذ يتم وعده لتلاميذه حين قال: “إن مضيت وأعددت لكم مكاناُ آتي أيضاً وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 14: 3). إذا يحق للتلاميذ أن يفرحوا برجاء رجوع سيدهم . ML 786.3