مشتهى الأجيال

676/684

“ علموا الناس”

إن المسيح يقصد أن خدامه يعلمون الكنيسة عمل الإنجيل. عليهم أن يعلموا الشعب كيف يطلبون ويخلصون ما قد هلك. فهل هذا ما يفعلونه ؟ واأسفاه ! ما أقل أولئك الذين يحاولون أن ينفخوا في شرارة الحياة في كنيسة موشكة على الموت ! وما أقل عدد الكنائس التى تجد الرعاية الكافية كالحملان المريضة من أولئك الذين ينبغي أن يطلبوا الخروف الضال ! ويوجد دائما ملايين فوق ملايين من الناس الذين يهلكون بلا مسيح. ML 780.3

لقد أثيرت محبة الله التى لا يسبر غورها إلى عمق أعماقها لأجل الناس. وإن الملائكة ليندهشون حين يرون أولئك الذين تغدق عليهم هذه المحبة لا يقدمون إلا شكرا ضئيلا تافها، يستغربون لأن الناس لا يقدرون محبة الله إلا تقديرا ضئيلا . إن السماء لتسخط على الإهمال اللاحق بالنفوس البشرية وهل نريد أن نعرف كيف يعتبر المسيح ذلك ؟ ماذا يكون شعور أب أو أم لو عرفا أن ابنهما الذي ضل في وسط الثلوج في البرد القارس قد مر به أولئك الذين كان يمكنهم أن ينقذوه ، فتركوه ليهلك ؟ ألا يحزنان جدا ويغضبان غضبا جنونيا ؟ ألا يشهران بأولئك القتلة القساة القلوب بغضب ملتهب كدموعهما وقوي كحبهما ؟ إن آلام كل إنسان هي آلام كل ابن لله . وأولئك الذين لا يمدون يد المعونة لبني جنسهم الهالكين يثيرون غضب الله العادل . هذا هو غضب الخروف . إن أولئك الذين يدعون أن لهم شركة مع المسيح وهم في نفس الوقت لا يكترثون لحاجات بني جنسهم ، لمثل هؤلاء سيقول الرب في يوم الدينونة الأخير الرهيب: “لا أعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم! ” (لوقا 13: 27). ML 780.4

وفي المأمورية التي أسندها المسيح لتلاميذه لم يكتف بأن أجمل لهم عملهم بل قدم لهم الرسالة فقال لهم: “ علموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به”. كان على التلاميذ أن يعلموا نفس ما علم به المسيح . فما تكلم به ، ليس فقط ما قاله شخصيا بل أيضاً بواسطة أنبياء ومعلمي العهد القديم ، ينبغي أن يكون ضمن هذه التعاليم . كل تعليم بشري يجب إبعاده ، ولا مكان للتقاليد أو إقحام نظريات الإنسان واستنتاجاته ولا للتشريع الكنسي . إن الوصايا التي قد وضعتها السلطة الإكليريكية غير متضمنة في كلام المسيح لتلاميذه ، فينبغي ألا يعلم أي خادم للمسيح وصايا الناس . فالناموس والأنبياء مع كلام المسيح وأعماله هي الأمانة المسلمة للتلاميذ ليبلغوها للعالم . إن اسم المسيح هو كلمة السر والشعار المميز لهم ورباط الاتحاد وسلطانهم في مجرى أعمالهم ومصدر نجاحهم . لا شيء مما لا يحمل اسمه له أي اعتبار في ملكوته. ML 781.1