مشتهى الأجيال

675/684

الطبيب الأعظم

لقد كان المسيح هو مرشد العبرانيين ومعلمهم منذ القدم ، وقد علمهم أن الصحة هي مكافأة الطاعة لشريعة الله . إن الطبيب العظيم الذي شفى المرضى في فلسطين كان قد كلم شعبه من عمود السحاب مخبرا إياهم عما يجب عليهم عمله وما يريد الله أن يصنعه لأجلهم . قال: “إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك، وتصنع الحق في عينيه، وتصغى إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه، فمرضاً ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك. فإني أنا الرب شافيك” (خروج 15 : 26). وقد أعطى المسيح لإسرائيل وصايا خاصة بعاداتهم في الحياة اليومية فأكد لهم قائلا: “ويرد الرب عنك كل مرض” (تثنية 7 : 15). وعندما تمموا كل الشروط تثبت لهم الوعد إذ يقول الكتاب: “ولم يكن في أسباطهم عاثر” (مزمور 105 : 37). ML 779.2

هذه الدروس هي لنا نحن أيضاً . فهنالك شروط ينبغي لمن يريدون حفظ صحتهم أن يراعوها . وعلى كل واحد أن يعرف ما هى هذه الشروط . إن الرب لا يرضى بأن نجهل شريعته ، طبيعية كانت أو روحية . كما ينبغي لنا أن نكون عاملين مع الله لكي نسترد صحة أجسادنا وأرواحنا. ML 779.3

وعلينا كذلك أن نرشد الآخرين إلى الكيفية التي بها يصونون صحتهم وكيف يستردونها .فعلينا أن نقدم للمرضى العلاجات التي قد أعدها الله في الطبيعة ، وأن نوجه أنظارهم إلى ذاك الذي يستطيع وحده أن يعيد إليهم صحتهم . إن عملنا هو تقديم المرضى والمعذبين إلى المسيح على أيدي إيماننا لنعلمهم أن يؤمنوا بالشافي العظيم . وعلينا نحن أن نتمسك بوعد الرب ونصلي طالبين منه أن يظهر قدرته. إن جوهر الإنجيل هو الشفاء والمخلص يريدنا أن نأمر المرضى واليائسين والمعذبين أن يتمسكوا بقوته. ML 779.4

كانت قوة المحبة متجلية في كل معجزات الشفاء التي أجراها المسيح . ونحن إذ نشترك مع المسيح في تلك المحبة يمكننا بالإيمان أن نكون آلات لإنجاز عمله . أما إذا أهملنا في الارتباط بالمسيح برباط إلهي فإن تيار النشاط المعطي الحياة لا يمكن أن يجري بفيضه منا إلى الشعب . كانت هناك بعض الأماكن التي لم يستطع المخلص نفسه أن يصنع فيها قوات كثيرة لعدم إيمانهم . وهكذا الآن نجد أن عدم الإيمان يفصل الكنيسة عن المعين الإلهي ، لأن تمسكها بالحقائق الأبدية واهن وضعيف . فلعدم إيمانها يفشل الله ويسلب منه مجده. ML 780.1

إن المسيح يعد الكنيسة بأن يكون معها وهي تعمل عمله. لقد أمر المسيح تلاميذه أن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم . ووعدهم قائلا: “وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر”. ومن بين الشروط الأولى للحصول على قوة الرب كوننا نحمل نيره . إن نفس عنصر حياة الكنيسة يتوقف على أمانتها في إتمام المأمورية التي كلفها الرب بها . فإهمال هذا الواجب يتبعه حتما ضعف وانحلال روحي . فحيث لا يوجد عمل بنشاط لأجل الآخرين فالمحبة تتضاءل ، والإيمان يمسي كليل البصر. ML 780.2