مشتهى الأجيال
خدام لله
“ ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يوحنا 20 : 22 و 23). لم يكن الروح القدس قد أعلن بعد بكماله لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد . إن عطية الروح القدس الكاملة الفائضة لم تنسكب في كمالها إلا بعد صعود المسيح . ولم يكن التلاميذ ليستطيعوا الاضطلاع بالمأمورية الملقاة على عواتقهم ألا وهي الكرازة بالإنجيل في كل العالم إلا بعد حصولهم على تلك العطية . ولكن أعطي لهم الروح آنئذ لغرض خاص . فقبلما يتمم التلاميذ واجباتهم الرسمية في صلتهم بالكنيسة نفخ المسيح من روحه عليهم . لقد وضع بين أيديهم أمانة ذات قداسة خاصة لذلك أراد إقناعهم بهذه الحقيقة وهي أنه بدون الروح القدس لا يمكن إتمام هذا العمل. ML 760.1
إن الروح القدس هو نسمة الحياة الروحية في النفس. وإعطاء الروح هذا هو إعطاء حياة المسيح . وهذا يزود من يقبله بصفات المسيح . إن أولئك المتعلمين هكذا من الله ، والذين يعمل روح الله في دواخلهم والذين تظهر حياة المسيح في حياتهم هم وحدهم الذين يستطيعون أن يواجهوا العالم كممثلين للرب وأن يخدموا لصالح الكنيسة. ML 760.2
قال المسيح “من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يوحنا 20 : 23). إن المسيح لا يجيز لأي إنسان بموجب هذا الكلام أن يدين الآخرين . فإنه في موعظته التي ألقاها على الجبل نهى عن ذلك ، لأن هذا من حق الله وحده . ولكنه يلقي على الكنيسة في مقدرتها المنظمة هذه التبعة قبل كل فرد من أعضائها . إن على الكنيسة واجبا نحو من يسقطون في الخطية . وهذا الواجب هو أن تنذر وتعلم وإن أمكن تسترد . إن الرب يقول: “وبّخ، انتهر، عظ بكل أتاة وتعليم” (2 تيموتاوس 4 : 2). تصرفوا بكل أمانة نحو كل تَعد . وانذروا كل نفس واقعة في خطر . لا تعطوا المجال لأي إنسان ليخدع نفسه ، وصفوا الخطية بأوصافها الحقيقية. وأعلنوا ما قاله الله عن الكذب وكسر يوم السبت والسرقة وعبادة الأوثان وكل شر آخر . “ إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله” (غلاطية 5: 21). فإن أصروا على البقاء في الخطية فالحكم الذي تحكمون به على أساس كلمة الله يحكم عليهم به في السماء لأنهم إذ يختارون الخطية ينكرون المسيح . وينبغي أن تبرهن الكنيسة على أنها لا تصادق على أعمالهم ، وإلا فإنها هى نفسها تهين سيدها . عليها أن تقول عن الخطية نفس ما يقوله الله ، وعليها أن تتصرف حيالها كما يوجهها الله ، والسماء تصادق عليها . والذي يزدري بسلطان الكنيسة إنما يزدري بالمسيح نفسه. ML 760.3