مشتهى الأجيال
يعرفون المخلص
لقد رأوا يديه ورجليه التي ثقبتها المسامير القاسية ، وميزوا صوته الذي لم يكن يشبهه أي صوت آخر ، “ وبينما هم غير مصدقين من الفرح، ومتعجبون، قال لهم: أعندكم ههنا طعام؟ فناولوه جزءاً من سمك مشوي، وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم”، “ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” (لوقا 24 : 41 — 43 ؛ يوحنا 20 : 20). لقد حل الإيمان والفرح في مكان عدم الإيمان . وبمشاعر لا يمكن التعبير عنها اعترفوا بمخلصهم المقام. ML 759.1
عند ميلاد يسوع أعلن الملائكة السلام للأرض وللناس المسرة. والآن عندما ظهر لتلاميذه أول مرة بعد قيامته خاطبهم المخلص بتلك الكلمات المباركة قائلا “سلام لكم!” إن يسوع مستعد أبدا لأن يتكلم بالسلام للنفوس المثقلة بالشكوك والمخاوف . الله ينتظر منا أن نفتح له أبواب قلوبنا قائلين “امكث معنا” إنه يقول: “هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤيا 3 : 20). ML 759.2
إن قيامة يسوع هي رمز للقيامة الأخيرة لكل الراقدين فيه. لقد كان وجه المخلص المقام وتصرفاته وحديثه كلها مألوفة لدى تلاميذه ؟ فكما قام يسوع من الأموات كذلك كل الراقدين فيه يقومون ثانية . وسنعرف أصدقاءنا كما قد عرف التلاميذ يسوع . ربما كانت صورهم مشوهة أو قبيحة أو مضناة في هذه الحياة الفانية ، فإذ يقومون في ملء الصحة والجمال فإنهم في أجسادهم الممجدة سيحتفظون بشخصياتهم في كمالها إذ يقول الرسول “سأعرف كما عرفت” (1 كورنثوس 13 : 12). في الوجوه المشرقة بالنور المنبعث من وجه يسوع سنميز تقاطيع وجوه من نحبهم. ML 759.3
وعندما اجتمع يسوع بتلاميذه ذكرهم بالأقوال التي قالها لهم قبل موته أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنه في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. “ حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم: هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، مبتدأ من أورشليم. وأنتم شهود لذلك” (لوقا 24 : 45 — 48). ML 759.4
بدأ التلاميذ يتحققون طبيعة عملهم ومدى اتساعه. كان عليهم أن يعلنوا للعالم الحقائق التي ائتمنهم المسيح عليها. إن حوادث حياته وموته وقيامته والنبوات المشيرة إلى تلك الحوادث ، وقدسية شريعة الله وأسرار تدبير الخلاص وقوة يسوع على غفران الخطايا- كانوا هم شهودا لكل هذه الأمور ، وكان عليهم أن يعلنوها للأمم . كان عليهم أن يعلنوا إنجيل السلام والخلاص بالتوبة والإيمان بقوة المخلص. ML 759.5