مشتهى الأجيال

644/684

يخرج من القبر ممجدا

عند موت يسوع رأى العسكر الأرض ملتحفة بالظلام في وقت الظهر ، أما عند قيامته فقد رأوا لمعان نور الملائكة ينير ظلام الليل وسمعوا سكان السماء يغنون بفرح وانتصار قائلين: لقد غلبت الشيطان وقوات الظلمة . ابتلعت الموت إلى غلبة ! ML 740.2

خرج المسيح من القبر ممجدا ورآه الحراس الرومان فحدقوا النظر إلى وجه ذاك الذي كانوا يهزأون به ويسخرون منه منذ عهد قريب . وقد تحققوا من أن هذا الكائن الممجد هو نفس الأسير الذي رأوه في دار الولاية ، والذي ضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه . هذا هو ذاك الذي وقف مستسلما أمام بيلاطس وهيرودس وقد تمزق جسده من أثر الجلدات القاسية ، هو الذي سمر على الصليب والذي كان الكهنة والرؤساء وهم راضون كل الرضى يهزون رؤوسهم قائلين: “خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلّصها!” (متى 27 : 42). هذا هو الذي وضع في قبر يوسف الجديد . إن حكم السماء العالي قد أطلق الأسير . ولو تكدست فوق قبره جبال فوق جبال لما أمكنها أن تمنعه من الخروج. ML 740.3

فلما رأى حراس الرومان الملائكة والمخلص الممجد غشي عليهم وصاروا كأموات .فلما اختفي السماويون عن أنظارهم قاموا ووقفوا على أقدامهم وبسرعة عظيمة على قدر ما استطاعت أرجلهم المرتعدة أن تحملهم ساروا إلى باب البستان . وإذ كانوا يترنحون كالسكارى أسرعوا إلى المدينة وأخبروا من صادفهم بالخبر العجيب . كانوا سائرين في طريقهم إلى بيلاطس ، ولكن الخبر وصل إلى أسماع السلطات اليهودية فأرسل الكهنة والرؤساء يطلبون مثولهم أمامهم أولا . وكان منظر أولئك الحراس غريبا . فإذ كانوا يرتجفون خوفا وقد شحبت وجوههم شهدوا لقيامة المسيح . أخبرهم الحراس بكل شيء كما قد رأوه تماما . ولم يكن لديهم وقت لأن يفكروا أو يقولوا شيئا غير الحق . وبأصوات بان فيها الألم قالوا: إن المصلوب هو ابن الله ، فلقد سمعنا ملاكا يعلن أنه جلال السماء وملك المجد. ML 740.4