مشتهى الأجيال

610/684

آلام في حلم

ولكن حتى الآن لم يترك بيلاطس ليتصرف في غير تبصر . لقد جاءته رسالة من الله تحذره من ارتكاب الجريمة التي كان قادما على ارتكابها . فإجابة لصلاة المسيح افتقد ملاك من السماء امرأة بيلاطس فرأت المخلص في الحلم وتحدثت معه . لم تكن تلك السيدة يهودية ، ولكن فيما كانت تنظر إلى يسوع في الحلم لم يكن عندها أي شك في صفاته أو رسالته . عرفته بأنه ابن الله . ورأته يحاكم في دار القضاء وهو موثق اليدين كما لو كان مجرما . ورأت هيرودس وعساكره يهزأون به ويسخرون منه سخرية لاذعة ورهيبة .وسمعت الكهنة والرؤساء المملوئين خبثا وحسدا وهم يشتكون عليه بغضب جنوني . وسمعتهم يقولون: “لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت” (يوحنا 18 : 7). ورأت بيلاطس يسلم يسوع ليجلد بعدما أعلن قائلا: “أني لست أجد فيه علّة”. وسمعت بيلاطس ينطق بالحكم عليه ورأته وهو يسلم المسيح لقاتليه . ورأت الصليب مرفوعا فوق جبل جلجثة . ورأت الأرض متشحة بالمسوح والظلام ، وسمعت تلك الصرخة الخفية: “قد أكمل” (يوحنا 19 : 30). وبعد ذلك رأت مشهدا آخر . رأت المسيح جالسا على سحابة عظيمة بيضاء بينما كانت الأرض تسبح في الفضاء ، ورأت قاتليه يهربون من بهاء مجده فصرخت صرخة فزع ثم استيقظت وفي الحال أرسلت إلى بيلاطس رسالة إنذار. ML 693.4

ففيما كان بيلاطس مترددا فيما كان ينبغي أن يفعل تقدم رسول وشق لنفسه طريقا في وسط ذلك الجمع وسلم لبيلاطس رسالة من امرأته تقول فيها: “إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم من أجله” (متى 27 : 9). ML 694.1