مشتهى الأجيال

580/684

الرعاع يقبضون عليه

فإذ ينظر إليهم بحزن يقول: “ناموا الآن واستريحوا! هوذا الساعة قد اقتربت، وابن الإنسان يسلّم إلى أيدي الخطاة” (متى 26 : 45). ML 657.1

وفيما هو ينطق بهذه الكلمات سمع وقع أقدام الرعاع القادمين للبحث عنه . فقال لتلاميذه: “قوموا ننطلق! هوذا الذي يسلّمني قد اقترب!” (متى 26 : 46). ML 657.2

وإذ تقدم يسوع لمواجهة مسلمه لم يبق أي أثر ظاهر فيه للعذابات التي كان يقاسيها آنئذ . وإذ وقف في مقدمة تلاميذه سأل تلك الجموع قائلا: “من تطلبون؟” أجابوه: “يسوع الناصري”. قال لهم يسوع: “أنا هو” (يوحنا 18 : 4 و 5). فبعدما نطق يسوع بهذه الكلمات تقدم الملاك الذي كان قد خدم الفادي مؤخرا وتوسط بينه وبين أولئك الرعاع وقد أشرق وجه المخلص بنور سماوي وظلله شبه حمامة . فأمام هذا المجد الإلهي لم يستطع أولئك القوم المتعطشون لسفك الدماء أن يقفوا لحظة واحدة بل صعقوا وتراجعوا ، وسقط الكهنة والشيوخ والعسكر وحتى يهوذا ، على الأرض كالموتى. ML 657.3

بعد ذلك انسحب الملاك وانسحب معه النور . كانت لدى يسوع فرصة فيها يهرب ، ولكنه بقي في مكانه هادئا ورابط الجأش . وكمن هو ممجد وقف في وسط أولئك الناس القساة . وكانوا في هذه المرة منطرحين عاجزين عند قدميه . وكان التلاميذ يشخصون وقد عقدت الدهشة والخوف ألسنتهم. ML 657.4

ولكن سرعان ما تبدل المشهد ، فقد وقف أولئك الرعاع على أقدامهم واجتمع على يسوع عساكر الرومان والكهنة ويهوذا ، وبدوا في خجل من ضعفهم وفي خشية من أن يهرب المسيح بعد كل ذلك. ومرة أخرى يسألهم قائلا: “من تطلبون؟”. لقد تبرهن لهم أن الشخص الواقف أمامهم هو ابن الله ولكنهم لم يقتنعوا ، وقد أجابوه على سؤاله “من تطلبون؟” بقولهم: “يسوع الناصري”. فقال لهم يسوع: “قد قلت لكم: إني أنا هو. فإن كنتم تطلبوننب فدعوا هؤلاء يذهبون”، (مشيراً إلى التلاميذ) — (يوحنا 18 : 7 و 8). لقد عرف مقدار ضعف إيمان التلاميذ ، ولذلك حاول أن يحميهم من التجارب والمصاعب لأنه لأجلهم كان مستعدا أن يبذل نفسه. ML 657.5