مشتهى الأجيال

557/684

“أمضي لأعد لكم مكاناً”

قال لهم: “لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً، وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق” (يوحنا 14 : 1 — 4). إنه يقول لهم ما معناه: لأجلكم أتيت أنا إلى العالم ولأجلكم أخدم . وعندما أمضي سأتابع عملي الغيور لأجلكم . لقد أتيت إلى العالم لأعلن نفسي لكم لكي تؤمنوا . وأنا ماض إلى الآب لأتعاون معه لأجلكم . إن الغاية من انطلاق المسيح كانت على عكس ما كان يخشاه التلاميذ . فلم يكن ذلك الانطلاق انفصالا نهائيا . فلقد كان السيد ذاهبا ليعد لهم مكانا حتى يأتي أيضاً ويأخذهم إليه . ففيما كان هو يبنى لهم منازل كان عليهم هم أن يبنوا أخلاقهم لتكون على مثال صفات الله. ML 631.1

وإذ كان التلاميذ لا يزالون متحيرين إذا بتوما الذي كانت الشكوك تضايقه دائما يقول له: “يا سيد، لسنا نعلم أين تذهب، فكيف نقدر أن تعرف الطريق؟ قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه” (يوحنا 14 : 5 — 7). ML 631.2

لا توجد طرق متعددة إلى السماء . فليس لكل إنسان أن يختار طريقه ، فالمسيح يقول: “أنا هو الطريق .. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”. فمنذ كرز بأول عظة من الإنجيل عندما أعلن في عدن أن نسل المرأة يجب أن يسحق رأس الحية رفع المسيح كالطريق والحق والحياة . كان هو الطريق عندما كان آدم حيا ، وعندما قدم هابيل لله دم خروفه المذبوح كرمز لدم الفادي . لقد كان المسيح هو الطريق الذي به خلص الآباء والأنبياء.فهو الطريق الذي به دون سواه يمكننا الاقتراب إلى الله. ML 631.3