مشتهى الأجيال

554/684

لئلا ننسى

إن خدمة العشاء تشير إلي مجيء المسيح ثانية. ولكن القصد منها أن تحفظ هذا الرجاء حيا في عقول التلاميذ . وكلما اجتمعوا معا لإحياء ذكرى موته كانوا يتحدثون عن كيف: “أخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا. وأقول لكم: إني من الآن لا أشرب من نتاج الكرمة هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي” (متى 26 : 26 — 29). ففي ضيقهم وجدوا عزاء في الرجاء برجوع سيدهم . وإذ كانوا يفكرون في هذا القول: “كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” (1 كورنثوس 11 : 26). كان هذا الفكر ثمينا إلي درجة لا يمكن التعبير عنها. ML 627.2

هذه هي الأمور التي ينبغي ألا تغيب عن بالنا أبدا. إن محبة يسوع بقوتها التي تحصرنا ينبغي أن تظل جديدة في أذهاننا على الدوام. لقد رسم المسيح هذه الخدمة حتى تتحدث إلي حواسنا عن محبة الله التي قد أظهرت لأجلنا . لا يمكن أن يكون هنالك اتحاد بين نفوسنا والله إلا عن طريق المسيح . إن الاتحاد والمحبة الكائنين بين الأخ وأخيه ينبغي أن يزيدا ثباتا ويدوما إلي الأبد بواسطة محبة يسوع . ولا شيء أقل من موت المسيح أمكن أن يجعل محبته فعالة لأجلنا . إنما بسبب موته دون سواه يمكننا أن ننتظر مجيئه الثاني بفرح . إن ذبيحته هي مركز رجائنا . فعلينا أن نثبت إيماننا في هذا . ML 627.3

إن الفرائض التي تشير إلي اتضاع سيدنا وآلامه كثيرا ما تمارس شكليا ، ولكنها قد وضعت لغرض معين. إن حواسنا هي بحاجة إلي الإحياء والإنعاش لتتمسك بسر التقوى . إنه امتياز عظيم للجميع أن يدركوا ، أكثر بكثير مما ندرك نحن ، آلام المسيح الكفارية. “كما رفع موسى الحية في البرية” هكذا رفع ابن الإنسان لكي “لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3 : 14 و 15). علينا أن ننظر إلي صليب جلجثة الذي عليه علق مخلصنا ومات . إن مصالحنا الأبدية تتطلب منا أن نظهر إيماننا بالمسيح. ML 628.1