مشتهى الأجيال
“ ليمتحن الإنسان نفسه”
إن مثال المسيح يحرم استثناء أي إنسان من التقدم إلي المائدة أو إيقافه أو حرمانه. نعم إن الخطية العلنية توجب استثناء المذنب ، وهذا ما يعلمنا إياه الروح القدس بوضوح كما قد ورد في (1 كورنثوس 5 : 11)، ولكن فيما عدا هذا ينبغي ألا ندين أحدا . إن الله لم يترك الأمر بيد الناس ليحكموا في من ومن هم الذين يتقدمون إلي المائدة في هذه المناسبات ، إذ من من الناس يعرف خفايا القلوب ؟ ومن يستطيع أن يميز الزوان من الحنطة ؟ “ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويسرب من الكأس”، “إذا أي من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرب، بدون استحقاق، يكون مجرماً في جسد الرب ودمه”، (1 كورنثوس 11 : 28 و 27 و 29). ML 625.3
وعندما يجتمع المؤمنون لممارسة الفرائض يوجد رسل لا تراهم العين البشرية. وقد يكون هناك إنسان كيهوذا في وسط تلك الجماعة ، فإذا كان الأمر كذلك فسيكون هناك رسل من قبل سلطان الظلمة لأنهم يلازمون كل من يرفضون الخضوع لسلطان الروح القدس. ثم إن ملائكة السماء موجودون هناك أيضا . فهؤلاء الزوار غير المنظورين يكونون حاضرين في كل مناسبة كهذه . وقد يكون حاضرا بين تلك الجماعة أناس ليسوا عبيدا للحق والقداسة بإخلاص ومع ذلك يرغبون في الاشتراك في الخدمة . فينبغي ألا يمنعوا . يوجد شهود حاضرون ، كانوا حاضرين حين غسل يسوع أرجل التلاميذ ورجلي يهوذا . لقد شاهدت المنظر عيون من هم أعظم من بنوا الإنسان. ML 625.4
والمسيح حاضر بالروح القدس ليختم على فريضته ، وهو هناك ليبكت القلب ويلينه .ولا يمكن أن تخفي عليه نظرة أو فكر يختلج به أي قلب منسحق. إنه ينتظر لكي يرحب بالتائب المنسحق القلب . وكل شيء معد لقبول تلك النفس . فذاك الذي قد غسل رجلي يهوذا يشتاق لأن يغسل كل قلب من أقذار الخطية. ML 626.1
وينبغي ألا يؤخر أي واحد نفسه عن المائدة المقدسة لوجود بعض الناس العديمي الاستحقاق. فكل تلميذ مدعو للاشتراك علنا ، وبذلك يشهد بأنه قد قبل المسيح كمخلصه الشخصي . إن المسيح يتقابل مع شعبه في هذه الفرائض رسميا وهو ينشطهم بحضوره .وقد يقدم هذه الفرائض بعض الخدام ذوي الأيدي والقلوب غير الطاهرة ، ولكن المسيح هناك ليخدم أولاده . فكل من يأتون مثبتين عيون إيمانهم فيه سينالون بركة عظيمة . وكل من يهملون هذه المناسبات والامتيازات الروحية سيخسرون خسارة عظيمة . وعلى هؤلاء يصدق هذا القول: “وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم”. ML 626.2