مشتهى الأجيال
مولودون من الله
إن كل من ولدوا في الأسرة السماوية هم إخوة الرب بمعنى خاص . إذ أن محبة المسيح تربط أفراد أسرته معا بأوثق الربط . وأينما تتجلى تلك المحبة فهناك تعلن الصلة الإلهية “كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله” (1 يوحنا 4 : 7). ML 606.1
إن الذين يمتدحهم المسيح في يوم الدين قد لا يكونون يعرفون إلا النزر اليسير من العلوم اللاهوتية . ولكنهم أحبوا مبادئ الله واحتضنوها وبتأثير روح الله صاروا بركة لعشرائهم . بل حتى بين الوثنيين يوجد بعض من يتصفون بالرفق والرحمة والحنان . فقبلما سمعوا كلام الحياة صاروا أصدقاء للكارزين وخدموهم مخاطرين بحياتهم . وبين الوثنيين يوجد من يعبدون الله بجهل . أولئك الذين لم يصل إليهم النور قط بواسطة أي إنسان ، ومع ذلك فإنهم لن يهلكوا . فمع جهلهم للناموس المكتوب بيد الله فقد سمعوا صوته يكلمهم في الطبيعة وتمموا مطاليب الناموس . وأعمالهم تدل على أن الروح القدس قد لمس قلوبهم فيعتبرون بأنهم أولاد الله. ML 606.2
وكم سيندهش ويفرح المتواضعون بين الأمم والوثنيين حين يسمعون المخلص نفسه قائلا لهم: “بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم” ! وكم سيفرح قلبالله غير المحدود في حبه حين يشخص إليه أتباعه مندهشين وفرحين حين يسمعون منه كلام الاستحسان ! ML 606.3
ولكن محبة المسيح لا تنحصر في طائفة دون أخرى . إنه مرتبط بكل واحد من بني الإنسان . فلكي نصير أعضاء في الأسرة السماوية صار هو فردا في الأسرة البشرية . إنه ابن الإنسان ، ولذلك فهو أخ لكل ابن وابنة من نسل آدم . وعلى تابعيه ألا يحسوا بأنهم منفصلون عن العالم الهالك حولهم . إنهم جزء من نسيج البشرية العظيم ، والسماء تنظر إليهم على اعتبار أنهم إخوة الخطاة والقديسين على السواء . إن محبة المسيح تحتضن الساقطين والمخطئين والأثمة . وكل عمل من أعمال المحبة والشفقة لإقامة نفس ساقطة يقبل كما لو كان قد صنع بالرب نفسه. ML 606.4