مشتهى الأجيال

529/684

ترتيب إلهي

إن المخلص يعطينا علامات مجيئه ، بل أكثر من هذا فهو يحدد الوقت الذي فيه تظهر أول هذه العلامات فيقول: “وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع رياح، من أقصاء السماوات إلى أقصائها” (متى 24 : 26 — 31) ML 598.1

وقد أعلن المسيح أنه في نهاية الاضطهاد البابوي العظيم ستظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه وتسقط النجوم من السماء . ثم يقول: “فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصاُ وأخرجت أوراقها، تعلمون أن الضيف قريب. هكذا أنتم أيضاً، متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب” (متى 24 : 32 و 33). ML 598.2

لقد أورد المسيح علامات مجيئه ، وهو يعلن لنا أنه يمكننا أن نعرف عندما يكون هو قريبا على الأبواب . ويقول عمن يرون هذه العلامات: “لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله” (متى 24 : 34). هذه العلامات قد ظهرت ، فإننا نعلم عن يقين أن مجيء الرب قريب . وهو يقول: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (متى 24 : 35). ML 598.3

إن المسيح آتٍ على السحاب بقوة ومجد عظيم . وستحف به جماهير من الملائكة المتألقين بالضياء . وسيأتي ليقيم الأموات ويغير القديسين الأحياء من مجد إلى مجد . سيأتي ليكرم الذين أحبوه وحفظوا وصاياه ويأخذهم لنفسه . إنه لم ينسهم ولا نسي وعده لهم . وسيعود شمل الأسرة ليلتئم من جديد . إننا عندما ننظر إلى موتانا يمكننا أن نفكر في ذلك الصباح الذي فيه يضرب بوق الله عندما “يقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغيّر” (1 كورنثوس 15 : 52). بعد قليل سنرى الملك في بهائه . بعد قليل سيمسح كل دمعة من عيوننا . بعد قليل سيوقفنا “أمام مجده بلا عيب في الابتهاج” (يهوذا 24) ولهذا عندما أورد لنا علامات مجيئه قال: “ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجلتكم تقترب” (لأن فداءكم يقترب) (لوقا 21 : 28). ML 599.1

ولكن المسيح لم يعلن عن اليوم أو الساعة التي فيها يأتي . وقد أخبر تلاميذه بكل صراحة أنه هو نفسه لا يمكنه أن يعلن عن يوم أو عن ساعة مجيئه الثاني . فلو كانت له الحرية لأن يعلن ذلك فما الذي كان يدعوه لأن ينبههم ليكونوا في حالة الانتظار الدائم أو مع ذلك فإنه يوجد من يدعون معرفة نفس يوم وساعة ظهور الرب . إنهم غيورون جدا في رسم المستقبل . ولكن الرب يحذرهم من مثل هذا التصرف وهذا التشبث الذي لا أساس له . إن الوقت المضبوط لمجيء ابن الإنسان ثانية هو سر احتفظ به الله لنفسه. ML 599.2