مشتهى الأجيال
صوت الله
“فالجمع الذي كان واقفاً وسمع، قال: قد حدث رعد! وآخرون قالوا: قد كلّمه ملاك!” (يوحنا 12 : 29). ولكن أولئك اليونانيين الذين كانوا يريدون أن يروا يسوع نظروا السحابة وسمعوا الصوت وفهموا معناه وعرفوا المسيح حقا . وقد أعلن لهم على أنه المرسل من قبل الله . ML 591.3
لقد سمع صوت الله عند عماد يسوع في بدء خدمته ، ومرة أخرى سمع وهو فوق جبل التجلي ، وها هو الآن يسمع للمرة الثالثة في ختام خدمته ، وقد سمعه جمع أكبر من الناس في ظروف خاصة . كان يسوع قد فرغ لتوه من التحدث بأخطر الحقائق الخاصة بحالة اليهود ، وقدم لهم آخر إنذار ثم نطق بحكم الدينونة عليهم . والآن ها هو الله يضع ختم المصادقة والقبول على رسالة ابنه . لقد اعترف بذاك الذي رفضه إسرائيل . قال يسوع: “ليس من أجلي صار هذا الصوت، بل من أجلكم” (يوحنا 12 : 3). كانت تلك الشهادة هي البرهان الختامي على أنه مسيا والعلامة التي قدمها الآب على أن يسوع قد نطق بالصدق وأنه ابن الله واستطرد المسيح قائلا: “الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً. وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيراً إلى أيّة ميتى كان مزمعاً أن يموت” (يوحنا 12 : 31 — 33). وكأنما هو يقول: هذه هي أزمة العالم فإذا صرت أنا كفارة لأجل خطايا الناس فالعالم سيستنير وستتحطم قبضة الشيطان على نفوس الناس ، وصورة الله المشوهة ستعود إلى البشرية كما كانت ، وسترث الوطن السماوي أخيراً أسرة من القديسين المؤمنين . هذه هي نتيجة موت المسيح . إن المخلص غارق في التأمل في مشهد النصرة الماثل أمامه ، فهو يرى الصليب المشين القاسي بكل ما يصاحبه من أهوال ، متوهجا بالمجد. ML 591.4