مشتهى الأجيال

492/684

“من أعطاك هذا السلطان؟”

وفي صبيحة اليوم التالي جعل رجال السنهدريم يتباحثون في ماذا يفعلون بيسوع . قبل ذلك بثلاث سنين طلبوا منه آية يثبت بها أنه مسيا . ومند ذلك الحين صنع يسوع عظائم وعجائب وقوات كثيرة في كل البلاد . لقد شفى المرضى وأشبع آلاف الناس الجياع بكيفية عجائبية ، ومشى على الماء وسكن مياه البحر الهائجة . ومرارا كثيرة كشف خفايا قلوب الناس كمن يقرأ في كتاب مفتوح ، وأخرج الشياطين وأقام الموتى فكان لدى الرؤساء براهين لا حصر لها على أنه مسيا . والآن هم لا يطلبون منه آية تبرهن على سلطانه بل أرادوا أن يسمعوا منه قرارا أو تصريحا يكون علة إدانته. ML 556.3

فإذ توجهوا إلى الهيكل حيث كان هو يعلم تقدموا ليسألوه قائلين: “بأس سلطان تفعل هذا؟ ومن أعطاك هذا السلطان؟” كانوا يتوقعون أنه سيدعي أنه يستمد سلطانه من الله ، وكانوا ينوون أن ينكروا عليه هذا الادعاء . ولكن يسوع وج ه إليهم سؤالا كان يبدو أنه يتناول موضوعا آخر وقد جعل جوابه على سؤالهم موقوفا على إجابتهم على سؤاله . فسألهم قائلا: “معمودية يوحنا: من أين كانت؟ من السماء أم من الناس؟” (متى 21 : 23 — 25). ML 557.1

هنا وجد الكهنة أنهم أوقعوا أنفسهم في ورطة لا يمكن لأية سفسطة أن تنتشلهم منها .فإن قالوا إن معمودية يوحنا من السماء فسيتضح تقلبهم ، وفي هذه الحالة سيقول لهم يسوع: لماذا لم تؤمنوا به ؟ لقد شهد يوحنا ليسوع قائلا: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!” (يوحنا 1 : 29). فلو صدق الكهنة شهادة يوحنا فكيف كان يمكنهم إنكار حقيقة كون يسوع هو مسيا ؟ ولو صرحوا بما كانوا يعتقدونه وهو أن معمودية يوحنا من الناس لكانوا يثيرون على أنفسهم عاصفة هائلة من السخط لأن الشعب كانوا يؤمنون بأن يوحنا نبي. ML 557.2

وباهتمام عظيم كان الشعب ينتظرون جواب الكهنة . لقد عرفوا أن الكهنة كانوا قد اعترفوا بقبولهم لخدمة يوحنا وكانوا ينتظرون أنهم سيعترفون بدون سؤال بأنه مرسل من الله . ولكن بعدما تداول الكهنة سرا فيما بينهم قرروا ألا يدلوا برأيهم . فبكل رياء أقروا بأنهم يجهلون ذلك قائلين: “لا نعلم” فقال لهم المسيح: “ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا” (متى 21 : 27). ML 557.3