مشتهى الأجيال

473/684

الفصل الثالث والستون— الملك الذي أوقف موكبا

“ ابتهجي جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابت أتان” (زكريا 9 : 9). ML 534.1

قبل ميلاد المسيح بخمس مئة سنة تنبأ زكريا النبي عن مجيء الملك إلى شعب الله. وها هي ذي النبوة تتم الآن . فذاك الذي ظل أمدا طويلا يرفض أمجاد الملك نراه الآن بدخل إلى أورشليم كالوارث لعرش داود حسب الوعد. ML 534.2

ففي أول يوم من الاسبوع دخل المسيح دخوله الانتصاري إلى أورشليم. إن جماهير كثيرة ممن كانوا قد تجمعوا حوله ليشاهدوه في بيت عنيا صحبوه الآن وهم مشتاقون لمشاهدة استقباله . كان كثيرون من الشعب في طريقهم إلى المدينة لأجل ممارسة الفصح ، وهؤلاء انضموا إلى من كانوا يرافقون يسوع . وقد بدت الطبيعة كلها مبتهجة ومتهللة .كانت الأشجار مكتسية بالخضرة اليانعة ، كما امتلأ الجو بأريج الأزهار ، فانتعش الشعب بفرح جديد وحياة جديدة ، وامتلأت قلوبهم برجاء الملكوت الجديد مرة أخرى. ML 534.3

فإذ كان يسوع ينوي أن يدخل أورشليم راكبا أرسل اثنين من تلاميذه ليأتوه بأتان وجحش ابن أتان. إن المخلص عند ولادته كان يعتمد على كرم الغرباء . فالمذود الذي اضجع فيه كان مضجعا مستعارا . والآن ، مع أن له البهائم على الجبال الألوف نراه يعتمد على لطف إنسان غريب ليعطيه دابة يركبها وهو داخل إلى المدينة كملك . ولكننا نرى ألوهيته معلنة مرة أخرى حتى في التعليمات الدقيقة التي قدمها لتلميذيه للقيام بهذه المهمة . وقد أجيب الطلب القائل: “الرب محتاج إليهما” (متى 21 : 3) كما سبق هو فأنبأ . إن يسوع اختار لاستعماله الخاص جحشا لم يجلس عليه أحد من الناس . وقد كان فرح التلاميذ وحماسهم شديدين حتى لقد فرشوا ثيابهم على الجحش وأجلسوا سيدهم عليه . كان يسوع قبل ذلك يسافر سيرا على قدميه ، ولذلك بدت الدهشة على التلاميذ في بادئ الأمر في كيف اختار الآن أن يدخل المدينة راكبا . ولكن قلوبهم استنارت بأنوار الرجاء والفكر المبهج في أنه سيدخل العاصمة ويعلن نفسه ملكا ويفرض سلطانه على الشعب كملك . وإذ كان التلميذان ذاهبين لإنجاز مهمتهما أبل غا انتظاراتهما المبهجة لأصدقاء يسوع ، فانتشرت الحماسة هنا وهناك ، وبذلك ارتفعت آمال الشعب وانتعش الرجاء في نفوسهم إلى أقصى حد. ML 534.4