مشتهى الأجيال

464/684

مؤتمر إجرامي

إن الأنباء التي نقلها إلى أورشليم أولئك الذين زاروا بيت عنيا زادت من اهتياج الشعب. لقد تاق الشعب إلى رؤية يسوع وسماع تعاليمه . وكان الجميع يتساءلون فيما إذا كان لعازر سيصحب يسوع إلى أورشليم ، وما إذا كان النبي سيتوج ملكا في الفصح أم لا . وقد رأى الكهنة والرؤساء أن سلطانهم على الشعب أخذ في التناقص والتضاؤل ، فزاد غضبهم وسخطهم على يسوع شدة ومرارة . كانوا على أحر من الجمر وهم يتعجلون الساعة التي فيها يزيحونه إلى الأبد من طريقهم . وإذ طال الوقت باتوا يخشون لئلا يعدل يسوع عن الذهاب إلى أورشليم . وقد ذكروا أنه مرارا كثيرة أحبط نواياهم الإجرامية ، فكانوا يوجسون خيفة أن يكون قد كشف الآن عن سوء نواياهم ضده فيظل بعيدا . لم يستطيعوا إخفاء جزعهم فجعلوا يتساءلون فيما بينهم قائلين: “ماذا تظنّون؟ هل هو يأتي إلى العيد؟” (يوحنا 11 : 56). ML 523.1

دعي الكهنة والفريسيون للاجتماع معا. إنه منذ أقام المسيح لعازر من القبر انجذبت عواطف الشعب إليه بحيث غدا التفكير في أمر القبض عليه علنا أمرا خطيرا لا تؤمن عواقبه ، ولذلك قررت السلطات أن تقبض عليه في الخفاء ، وأن يحاكم في سرية وهدوء تامين . فكانوا يؤملون أنه متى عرف أنه قد تمت إدانة يسوع فالرأي العام المتردد المذبذب سينحاز إلى جانبهم. ML 523.2

وهكذا عولوا على إهلاك يسوع. ولكن طالما بقي لعازر حيا فالكهنة والرؤساء كانوا يعلمون أنهم غير مطمئنين ولا آمنين . إن مجرد وجود إنسان كان قد ظل ميتا في قبره أربعة أيام ثم أعيد إلى الحياة بكلمة من يسوع لابد أن يكون له رد فعل إن عاجلا أو آجلا . فلابد للشعب من أن يثأر لنفسه من الرؤساء إذا قضوا على حياة ذاك الذي أمكنه إجراء تلك العجيبة ، ولهذا قرر رجال السنهدريم أن يقتلوا لعازر أيضاً . إلى هذا الدرك الأسفل يحدر الحسد والتعصب أسراهما . لقد زادت كراهية رؤساء اليهود ليسوع وعدم إيمانهم به وتفاقما إلى حد أنهم فكروا في القضاء على حياة إنسان أقامته من قبره قوة إلهية غير محدودة. ML 523.3