مشتهى الأجيال
كلمات الرجاء
وفي نهاية اليومين قال يسوع لتلاميذه: “لنذهب إلى اليهودية أيضاً” (يوحنا 11 : 7). فأخذ التلاميذ يتساءلون إذا كان يسوع ذاهبا إلى اليهودية فلماذا انتظر يومين ، ومن خوفهم على المسيح وعلى أنفسهم كان قد تمكن من عقولهم . فلم يروا سوى الخطر رابضا في الطريق الذي كان هو مزمعا أن يسلكه . فقالوا له: “يا معلّم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك، وتذهب أيضاً إلى هناك. أجاب يسوع: أليست ساعات النهار اثنتي عشر؟” (يوحنا 11 : 8 و 9). إني أسير بموجب إرشاد أبي ، وطالما أنا أفعل مشيئته فحياتي مصونة . إن ساعات نهاري الاثنتي عشرة لم تنقضِ بعد ، وأنا الآن في الجزء الأخير المتبقي من يومي ، ولكن طالما بقيت من يومي بقية فلا خوف علي. ML 496.1
ثم استطرد يقول: “إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم” (يوحنا 11 : 9). إن من يعمل مشيئة الله ويسير في الطريق الذي رسمه الله لا يمكن أن يعثر أو يسقط . إن نور روح الله الهادئ يعطيه فهما واضحا لواجبه ويرشده في طريق الصواب حتى ينتهي من عمله: “لكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر، لأن النور ليس فيه” (يوحنا 11 : 10). فالذي يسير في الطريق الذي يختاره بنفسه والذي لم يدعه الله للسير فيه يعثر ويستحيل نهاره إلى ليل وأينما يكون فليس له أمان. ML 496.2
“قال هذا وبعد ذلك قال لهم: “لعازار حبيبنا قد نام. لكني أذهب لأوقظه” (يوحنا 11 : 11). “لعازار حبيبنا قد نام”. ما أعظم تأثير هذا الكلام ! وما أعظمه من كلام يدل على العطف ! إن التلاميذ إذ كانوا يفكرون في الخطر الذي سيتعرض له معلمهم لو ذهب إلى أورشليم كادوا ينسون العائلة المنكوبة في بيت عنيا . ولكن المسيح لم ينس تلك العائلة. لقد أحس التلاميذ بأن كلام المسيح كان توبيخا لهم . كانوا قد أحسوا بالخيبة لأنالمسيح لم يجب بسرعة على الرسالة المرسلة إليه ، وقد جربوا أن يفتكروا بأنه لم يكن يعز لعازر وأختيه بالقدر الذي ظنوه وإلاّ لأسرع في العودة إلى بيت عنيا مع الرسول .ولكن قوله لهم “لعازار حبيبنا قد نام” أيقظ في عقولهم مشاعر صحيحة . فاقتنعوا بأن المسيح لم ينس أصدقاءه المتألمين. ML 496.3
“فقال تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يشفى. وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم” (يوحنا 11 : 21، 13). إن المسيح يشَبه موت أولاده المؤمنين بالنوم ، إذ أن حياتهم مستترة مع المسيح في الله . فالذين يموتون يرقدون فيه إلى أن يضرب البوق الأخير. ML 497.1