مشتهى الأجيال
النمو جسديا وعقليا
لقد عاش يسوع في بيت قروي ، وبكل أمانة وفرح قام بدوره في حمل أعباء البيت .لقد كان هو رئيس أجناد السماء ، وكان الملائكة يسرون بإتمام أوامره ، أما الآن فهو العبد المطيع والابن المحب الوديع. لقد تعلم حرفه وكان يعمل بيديه في حانوت النجارة مع يوسف . وفي ثياب عامل عادي بسيط كان يسير في شوارع تلك البلدة من الحانوت المتواضع وإليه . ولم يكن ليسخر قوته الإلهية في تخفيف أثقاله أو التقليل من متاعبه. ML 59.1
وإذ كان يسوع يعمل في صباه وشبابه كانت قوى عقله وجسمه تنمو. لم يكن يستخدم قوى جسمه بطيش ، بل استخدمها بكيفية حفظتها في حالة صحية ملائمة حتى يستطيع القيام بكل أنواع العمل على أفضل وجه . لم يعمل عملا ناقصا حتى وهو يستخدم الآلات .كان كاملا في كل عمله كما كان في خلقه . وبمثاله علمنا أن الواجب يقتضينا أن نكون مجدين في عملنا فنؤديه بالتمام والكمال: وإن مثل هذا العمل هو عمل شريف . إن العمل الذي يدرب اليدين على أن تكونا نافعتين ، ويدرب الشباب على القيام بنصيبهم في حمل أعباء الحياة يعطي الإنسان قوة جسمانية وينمي كل قوى العقل . ينبغي للكل أن يجدوا ما يفعلونه مما هو نافع لأنفسهم ومساعد لغيرهم ، عليهم أن يعملوا شيئا . لقد عين الله الشغل على أنه بركة ، والعامل المجد هو وحده الذي يحصل على مجد الحياة وأفراحها . إن استحسان الله ورضاه يستقران بيقين المحبة على رؤوس الصبيان والشباب الذين يقومون بنصيبهم في مطاليب البيت بفرح إذ يقاسمون الآباء والأمهات في حمل أعبائهم . مثل هؤلاء الأولاد سيخرجون من البيت ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع. ML 59.2
إن يسوع طيلة حياته على الأرض كان عاملا مجدا. كان ينتظر الكثير ولذلك بذل محاولات كثيرة . ولما شرع في خدمته قال: “ينبغي أَنْ أَعملَ أَعمالَ الَّذي أَرْسَلني ما دَامَ نَهارٌ . يأْتي لَيلٌ حين لا يسَتطيع أَحد أَنْ يعملَ” (يوحنا 9 : 4). لم يتنصل يسوع أو يتهرب من حمل المسؤولية ، كما يفعل اليوم كثيرون ممن يعترفون بأنهم أتباعه . إن كثيرين لكونهم حاولوا التملص من هذا التدريب هم ضعفاء وغير أكفاء للعمل. قد تكون لهم ميزات جميلة ومواهب عظيمة ومع ذلك فهم ضعفاء ويكادون يكونون عديمي النفع حين يجابهون الصعوبات أو حين يتحتم عليهم التغلب عليها . إن الإصرار والنشاط ومتانة الخلق وقوته التي ظهرت في المسيح ينبغي لنا أن ننميها في نفوسنا عن طريق نفس التدريب الذي جاز هو فيه . وحينئذ سنحصل على النعمة التي حصل هو عليها. ML 59.3