مشتهى الأجيال
عاملون بالناموس
إن ربنا يسوع قدم لنا في قصة السامري الصالح صورة لنفسه ومهمته . فالشيطان قد خدع الإنسان وسحقه وجرده من كل فضيلة فخسر كل شيء وترك ليهلك . ولكن المخلص تحنن علينا في عجزنا ، فترك مجده ليأتي لإنقاذنا ، فوجدنا موشكين على الموت وعرف حالتنا على حقيقتها ، فشفى جروحنا وكسانا برداء بره وأتى بنا إلى ملجإ أمين ، ودبر لنا كل أعوازنا على نفقته . لقد مات ليفتديا . ثم قال لتابعيه مشيرا إلى نفسه كمثال:“بهذا أوصيكم حتى تحبّوا بعضكم بعضاً”، “كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً” (يوحنا 15 : 17 ؛ 13 : 34). ML 475.1
سأل الناموسي يسوع قائلا: “ماذا أعمال؟”. فإذ كان يسوع يعتبر المحبة لله والإنسان خلاصة مطاليب البر قال لذلك السائل: “افعل هذا فتحيا”. لقد أطاع السامري وحي قلبه المحب العطوف فبرهن بذلك على أنه عامل بالناموس . وقد أمر المسيح ذلك الناموسي قائلاً: “اذهب أنت أيضاً واصنع هكذا”. إن المطلوب من أولاد الله ليس فقط مجرد الكلام أو الادعاء بل العمل والطاعة ، من قَالَ: “إنه ثابت فيه فينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً” (1 يوحنا 2 : 6). ML 475.2
إن حاجة العالم إلى هذا الدرس اليوم ليست أقل من حاجة أولئك الذين نطق به يسوع في مسامعهم . فالأنانية والرسميات الجامدة كادت تخمد نار المحبة وتطرد الفضائل التي تكسب الخلق حلاوة وعطرا ذكيا . إن كثيرين من المعترفين باسم المسيح قد غاب عن خاطرهم أن المسيحيين ينبغي لهم أن يتمثلوا بالمسيح . فما لم نقدم على تضحية عملية لأجل خير الآخرين في محيط العائلة وفي البيئة والكنيسة وفي كل مكان نوجد فيه ، فمهما يكن ادعاؤنا ، فلسنا مسيحيين بالحق. ML 475.3