مشتهى الأجيال
خراف الرب
مهما كانت محبة الراعي لخرافه عظيمة فإن محبته لبنيه وبناته هى أعظم من ذلك بما لا يقاس ، ما في ذلك شك . ولكن يسوع ليس راعينا فقط بل هو “أب أبدي” لنا. وهو يقول: “أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني، كما أنا الآب يعرفني وأنا أعرف الآب” (يوحنا 10 : 14، 15). ما أعظم هذا الحق وهذا التصريح!- فالابن الوحيد الذي هو في حضن الآب ، دعاه الله بـ “رجل رفقتي” (زكريا 13 : 7). فالشركة التي بينه وبين الإله السرمدي تمثل لنا الشركة بين المسيح وأولاده على الأرض! ML 457.2
فلكوننا عطية الآب وثواب عمله فيسوع يحبنا كأولاده . إنه يحبك أيها القارئ .والسماء نفسها لا يمكنها أن تمنح شيئا أعظم ولا أفضل من هذا . إذا فاتكل عليه . ML 457.3
كان يسوع يفكر في نفوس الناس في كل العالم ، في كل من قد أضلهم الرعاة الكذبة . أولئك الذين كان يتوق إلى أن يجمعهم كغنم مرعاه تشتتوا بين الذئاب . قال: “ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد” (يوحنا 10 : 16). ML 457.4
“لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً” (يوحنا 10 : 17). وكأنما هو يقول: إن أبي قد أحبكم حبا عظيما حتى أنه يحبني بالأكثر لأني أبذل حياتي لفدائكم . فإذ أصير نائبا عنكم وضامنا لكم بتسليم حياتي وتحمل ضعفاتكم وتعدياتكم ، لهذا كله يعزني أبي. ML 457.5
“أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً” (يوحنا 10 : 17 و 18). فإذ كان كفرد من الأسرة البشرية كان قابلا للموت ، ولكون الله هو نبع حياة لكل العالم . كان يمكنه أن يثبت أمام هجوم الموت ويرفض الخضوع لسلطانه ، ولكنه بمحض اختياره وضع حياته حتى ينير الحياة والخلود . لقد حمل خطية العالم واحتمل لعنتها مقدما حياته ذبيحة حتى لا يهلك الناس هلاكا أبدياً “لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمّلها .. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا” (إشعياء 53 : 4 — 6). ML 458.1