مشتهى الأجيال
محتويات الكتاب
الفصل الأول—الله معنا
“وَيدعونَ اسمه “عمانوئيل” ... الله معنا” (متى 1 : 23). إن نور “معرفة مجد اللهِ” يرى “في وَجه يسوعَ اْلمسيح” ، فمنذ أيام الأزل كان المسيح “واحداً مع الآب”. كان “صورَةِ اللهِ ” ، صورة عظمته وجلاله وبهاء مجده . لقد أتى إلى عالمنا ليعلن هذا المجد ، أتى إلى هذه الأرض التي قد سودتها الخطية وشوهتها ليعلن نور محبة الله- ليكون “اَللهُ معَنا” ، ولذلك جاءت معه النبوة تقول: “وَيدعونَ اسمه “عمانُوئِيل”. ML 17.1
إن المسيح إذ حل بيننا كان لا بد له أن يعلن الله للناس والملائكة. لقد كان هو كلمة الله وفكر الله مسموعا . ففي صلاته لأجل تلاميذه يقول: “أَنا أظهرتُ اسمك لِلنَّاسِ الَّذين أَعطيَتني من اْلعاَلمِ” (يوحنا 17 : 6). بأنك “رَحيم وَرَؤُوفٌ ، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء” (خروج 34 : 6) و “لتكون فيهم الحب الذي أحببتني به، و أكون أنا فيهم” (يوحنا 17 : 26). ولكن هذا الإعلان لم يعطَ لأبنائه المجبولين من تراب الأرض دون سواهم . إن عالمنا الصغير هذا هو بمثابة السفر المفتوح أمام الكون . إن غرض نعمة الله العجيب ، سر المحبة الفادية ، هو السر الذي “تشَتهِي اْلملائِكةُ أَنْ تَطَّلع عليها” ، وسيكون موضوع درسهم وتفكيرهم مدى دهور الأبد . إن كلا الخلائق المفدية والخلائق غير الساقطة ستجد في صليب المسيح كنز معرفة وحكمة لا ينضب وحافزا للفرح والتسبيح . وسيرى أن المجد المتلألئ في وجه يسوع هو مجد محبته الباذلة . وفي النور المنبعث من جلجثة سيرى أن ناموس المحبة المنكرة لذاتها هو ناموس الحياة للأرضيين والسماويين ، وأن المحبة التي “لاَ تطلُب ما لِنْفسها” تنبع من قلب الله ، وأن ذاك الوديع والمتواضع القلب قد أُعلَنت فيه صفات الله الساكن في نور لا يدنى منه. ML 17.2