مشتهى الأجيال

362/684

الكشف عن كنوز الحق

وإذ غلب التلاميذ النوم لم يسمعوا غير القليل من الحديث الذي دار بين المسيح وذينك الرسولين السماويين . فلكونهم لم يسهروا ولم يصلوا لم يحصلوا على ما قصد الله أن يمنحهم إياه عن معرفة آلام المسيح والأمجاد التي بعدها . لقد خسروا البركة التي كان يمكنهم الحصول عليها عن طريق الاشتراك معه في تضحية نفسه . كان هؤلاء التلاميذ بطيئي القلوب في الإيمان ، ولم يكونوا يقيمون كبير وزن للكنز الذي أرادت السماء أن تغنيهم به. ML 402.1

ومع ذلك فقد حصلوا على نور عظيم . وتأكد لهم أن كل السماء عرفت خطية الأمة اليهودية في رفضها للمسيح . ولقد أعطيت لهم بصيرة أنقى وأصفى لمعرفة عمل الفادي ، فرأوا بعيونهم وسمعوا بآذانهم أشياء لا يمكن أن تصل إليها أفهام الناس . لقد كانوا “معاينين عظمته” (2 بطرس 1 : 16). وتأكدوا أن يسوع هو بالحقيقة مسيا الذي قد شهد له الآباء والأنبياء ، وأنه هكذا كانت تعتبره ديار السماء. ML 402.2

وإذ كان التلاميذ لا يزالون شاخصين في المنظر الذي رأوه على الجبل “إذا سحابة نيّرة ظلّلتهم، وصوت من السحابة قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا” (متى 17 : 5). وإذ شاهدوا سحابة المجد التي كانت أشد بهاء ونورا من السحابة التي لازمت أسباط إسرائيل في البرية . وسمعوا صوت الله يتكلم بجلال مهيب جعل الجبل كله يهتز ويرتجف سقط التلاميذ على وجوههم إلى الأرض كالمصعوقين ، وظلوا منطرحين ومخفين وجوههم إلى أن اقترب منهم يسوع ولمسهم مبددا مخاوفهم بصوته المعهود قائلاً: “قوموا، ولا تخافوا” (متى 17 : 7). وإذ اجترأوا ورفعوا عيونهم رأوا أن المرسلين السماويين قد انصرفا واختفيا عنهم ، فصاروا وحدهم على الجبل مع يسوع. ML 402.3