مشتهى الأجيال
رأس الكنيسة
إن المخلص لم يسند عمل الإنجيل إلى بطرس وحده. فبعد مرور زمن إذ كرر نفس ما قاله لبطرس وجه الكلام مباشرة إلى الكنيسة . ومضمون هذا الكلام وجه إلى الاثني عشر كنواب عن جماهير المؤمنين . لو كان يسوع قد منح سلطة خاصة لواحد من التلاميذ فوق الباقين لما كنا نراهم مرارا عديدة يتشاجرون عمن منهم يكون الأعظم . فلا بد أنهم كانوا يخضعون لإرادة سيدهم ويكرمون من قد اختاره. ML 392.3
ولكن بدلا من إقامة واحد ليكون رئيسا قال لهم: “لا تدعوا سيدي” ، “ولا تدعوا معلّمين، لأن معلّمكم واحد المسيح” (متى 23 : 8 و 10). ML 392.4
“رأس كل رجل هو المسيح”. إن الله الذي وضع كل شئ تحت قدمي المخلص “إياه جعل رأساً فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل” (1 كورنثوس 11 : 3 ؛ أفسس 1 : 22 و 23). لقد بنيت الكنيسة على الأساس الذي هو المسيح وعليها أن تطيع المسيح بوصفه رأسها . عليها ألا تعتمد على إنسان أو تخضع لسيطرة إنسان . كثيرون يدعون أن مركزهم المهم في الكنيسة يخول لهم سلطة لأن يملوا على الآخرين ما يجب أن يعتقدوه وما يجب أن يفعلوه . ولكن الله لا يصادق على مثل هذا الادعاء . إن المخلص يعلن قائلا: “أنتم جميعاً إخوة” (متى 23 : 8). الجميع معرضون للتجربة وللخطأ. ونحن لا نعتمد على إنسان محدود لإرشادنا . إن صخرة الإيمان هي وجود المسيح الحي في الكنيسة . فعلى هذه الصخرة يمكن لأضعف إنسان أن يستند . والذين يظنون أنفسهم أقوى الناس هم أضعف الناس ما لم يجعلوا المسيح قوتهم “ملعون الرجل الذي يتّكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه”. إن الرب هو “الصخر الكامل صنيعه”، “طوبى لجميع المتكلين عليه” (إرميا 17 : 5 ؛ تثنية 32 : 4 ؛ مزمور 2 : 12). ML 392.5